ما يقرب من نصف قرن مرت على إنشاء استراحة الرئاسة فى السويس، ومع ذلك لم يدخلها أى رئيس وما زالت مغلقة فى انتظار الرئيس الجديد. الاستراحة أمر الرئيس جمال عبدالناصر ببنائها عام 1965 فى منطقة بورتوفيق فى السويس، وتكفل الجيش، وتحديداً سلاح الأشغال العسكرية والمهندسين، ببنائها، لتصبح المقر الرسمى لرئيس الجمهورية فى محافظة السويس، إلا أن عبدالناصر لم يدخلها. وحتى عندما زار الرئيس السادات السويس عقب انتصار 1973 تقديراً لدور السويس فى حرب أكتوبر لم يذهب إلى استراحة الرئاسة وكان بصحبته الملك فيصل ملك السعودية وكبار القادة العسكريين والمدنيين، وباتوا ليلتهم فى فيلا «الكولونيل» على البحر بجوار مبنى المحافظة والتى تحولت الآن إلى مبنى «المخابرات العسكرية» لإعجابهم بطريقة بنائها، وبعد الزيارة أمر السادات بتطوير الاستراحة حتى تصبح أكثر فخامة وأنشئ حمام سباحة ضخم، وبرغم هذا لم يدخلها السادات، وبعد تولى الرئيس السابق مبارك الحكم ظلت الاستراحة تحت حراسة الحرس الجمهورى، تحيطها أسوار عالية تحجب الرؤية عنها ولكن لم يدخلها لأنه لم يزر السويس أبداً طوال فترة حكمه. الوحيدة التى زارت الاستراحة الرئاسية هى السيدة أم كلثوم عندما زارت السويس عام 1966 لإحياء عيدها القومى بمناسبة ذكرى انتصار السويس على قوات الاحتلال الإنجليزى فى معركة كفر أحمد عبده. وتتولى هيئة قناة السويس أعمال الترميم والتنظيف وتجهيز الاستراحة باستمرار، ربما تحظى بزيارة الرئيس المقبل بعد أن ظلت مغلقة منذ إنشائها، ويبلغ عدد العاملين فى الاستراحة 50 موظفاً ما بين خدم وحراسة، وتتولى قوات الحرس الجمهورى تأمينها. ويبقى السؤال: هل سيزور الرئيس المقبل استراحة الرئاسة فى السويس أم ستبقى مجرد مبنى يحمل شعار رئاسة الجهورية؟