جامعة قناة السويس تنظم زيارة مدرسية موسعة للتعرف على الحياة البرية    منال عوض: تشغيل تجريبي لمجزري الحبيل والهو بمحافظتي الأقصر وقنا    انفوجراف| الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة    الأمم المتحدة: القلق الأكبر على من بقي في الفاشر مع استمرار صعوبة الوصول الإنساني    جنرال فرنسي يدعو المواطنين للاستعداد لاحتمال اندلاع حرب مع روسيا    وزير الرياضة يودّع أول فوج من رحلات شباب مصر إلى شمال سيناء    الأهلي يتقدم على ساك 2–1 مع نهاية الشوط الأول بالدوري النسائي    ضبط سيدة غسلت 40 مليون جنيه من النصب على المواطنين بالغربية    الداخلية تكشف ملابسات فيديو دهس قائد سيارة لكلب بالإسكندرية    أهم أخبار الكويت اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025.. السياحة تبحث مشاريع ترويجية ضمن الهوية الموحدة ل"فيزت كويت"    الليلة.. حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 46    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    انقطاع المياه عن قرية أشمنت وتوابعها ببنى سويف غدا    فليك: ميسي أفضل لاعب في العقد الأخير.. وتدريبه ليس من اختصاصي    لم يخسر في آخر 4 مواجهات.. مسار يقتحم المربع الذهبي لدوري المحترفين بعد الفوز على المالية    السفير المصري بنيوزيلندا: انتخابات النواب تسير بسهولة ويسر    خبير تربوي يضع روشتة لوقف حالات التعدي على الأطفال بالمدارس    بعد إحالته للجنايات.. تفاصيل 10 أيام تحقيقات مع المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    ملايين الأسر فى بريطانيا تواجه ارتفاع فواتير الطاقة الشهر الأكثر برودة    الحكومة الفرنسية: أطفالنا لن يذهبوا للقتال والموت فى أوكرانيا    مشهد مُخيف بالعثور على سحر ضد عروسين في الأقصر    أكرم القصاص: المشاركة فى المرحلة الثانية من انتخابات النواب ستكون أفضل    تعرف على أذكار المساء ليوم الجمعة.. لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير    ردد الآن| ساعة الاستجابة يوم الجمعة وأفضل أوقات الدعاء    الجالية المصرية بإيطاليا تشارك فى المرحلة الثانية بانتخابات مجلس النواب    سانوفي تطلق دواء ساركليزا بمصر لتمنح مرضى سرطان المايلوما أملا فى العلاج    "الخدمات البيطرية" تحصن 1.5 مليون طائر بالمحافظات خلال أكتوبر    في عيد ميلادها| قصة أغنية "حبيتك بالصيف" التي تحولت إلى اعتذار رومانسي من عاصي لفيروز    «المقاولون العرب» تُتوّج ب 6 جوائز من «ميد» على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    «الدواء المصرية» تحذر من عبوات مجهولة من مستحضر «Entresto» لعضلة القلب    علاج 3652 مريضا فى 3 قوافل طبية لخدمة أهالي برج العرب    تعاون جديد بين هيئة الكتاب ومكتبات مصر العامة لتوسيع إتاحة الإصدارات في القاهرة    انتخابات مجلس النواب 2025.. مشاركة واسعة للجالية المصرية بالمغرب في المرحلة الثانية    زيلينسكي يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة فساد كبرى    دوري أبطال إفريقيا.. محمد الشناوي: جاهزون لمواجهة شبيبة القبائل ونسعى للفوز باللقب    زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب بنغلاديش    أسعار الفراخ والبيض اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    الاتحاد السكندري يقترب من استعارة يوسف أوباما من بيراميدز في الميركاتو الشتوي    وصول حكام مباراة الزمالك وزيسكو إلى القاهرة    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بين عائلتين بقنا    قائمة بنوك تتلقى رسوم حج القرعة 2026.. اعرف التفاصيل    رشا عبد العال: النظام الضريبي المتكامل للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه    بورسعيد الأعلى، جدول تأخيرات السكة الحديد اليوم الجمعة    "المهن التمثيلية" تحذر من انتحال اسم صناع مسلسل "كلهم بيحبوا مودي"    فيديو| ضحايا ودمار هائل في باكستان إثر انفجار بمصنع كيميائي    وفاة القمص توماس كازاناكي كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالإسماعيلية    أهلي جدة يستضيف القادسية لمواصلة الانتصارات بالدوري السعودي    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ على سواحل الكاريبي ردا على تحركات عسكرية أمريكية    أخبار مصر: مصير طعون إلغاء الانتخابات، تفاصيل اعتداء 4 عاملين بمدرسة دولية على 6 تلاميذ، أبرز بنود خطة السلام في أوكرانيا    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    المتحف المصري يفتح أبوابه لحوار بصري يجمع بين العراقة ورؤى التصميم المعاصر    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    هل عدم زيارة المدينة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح بقناة الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل وثيقة انقلاب 15 مايو للإطاحة بالسادات
نشر في أكتوبر يوم 20 - 11 - 2011


قبل أن تقرأ
يشرفنى أن أقدم اليوم لقراء أكتوبر السيرة الذاتية لواحد من أبطال مصر الحقيقيين الذين سجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور لدورهم الوطنى العظيم..
والهدف من عرض سيرة الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية الأسبق، أحد رجالات قواتنا المسلحة الباسلة ليس لمجرد تمضية الوقت.. ولكن لاستخلاص العبر والدروس من قصة حياة رجل عظيم خدم مصر فى صمت ليقدم نموذجًا مضيئًا لشباب الثورة ولكل الأجيال الحالية والقادمة فى قيم الفداء والعطاء .
وأستميح قارئنا العزيز عذرًا فى أننا مهما كتبنا عن بطلنا العظيم فلن نوفيه حقه، كما أننا أغفلنا عن عمد بعض أعماله الوطنية فى خدمة وطنه وأمته لأن أوان الكشف عنها لم يحن بعد..
رئيس التحرير
فى الحلقة السابقة استعرضت أسرة الفريق صادق مذكراته حول أحداث أيلول الأسود وكيف استطاع صادق انقاذ الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات من هذه الاحداث حيا ويسافر الى القاهرة باعتباره رمز المقاومة الفلسطينية على حد قول عبدالناصر له وكيف استطاع تقريب وجهات النظر بين الملك حسين وقادة المقاومة الفلسطينية بحكم قربه من المقاومة وحلقة الوصل بين المقاومة والرئيس عبد الناصر ، ثم استعرض ما حدث فى القمة العربية الطارئة التى عقدت بالقاهرة وكيف استطاع ناصر لم الشمل العربى مرة أخرى لتنتهى حياته وتحدث هزة قوية فى الشارع المصرى والعربى .
وفى هذه الحلقة تواصل اسرة الفريق صادق عرض مذكراته حول ماحدث عقب وفاة الرئيس عبدالناصر قائلة : فى مساء يوم 28 سبتمبر وعقب وداعه لآخر ضيف من ضيوف القمة العربية كان لامير الكويت توقف قلب زعيم الامة العربية عن عمر يناهز 52 عاما بعد ان ادى رسالته فى اعادة بناء الجيش استعدادا لحرب اكتوبر يومها انهار عرفات فور سماع الخبر واتشحت مصر بالسواد كما اتشحت جميع العواصم العربية فور اذاعة وفاة الرئيس عبدالناصر وعلقت الرايات السوداء فوق العمارات فى عمان، إلا أن وفاة عبد الناصر قسمت من كانوا حوله الى فريقين الاول يرى ضرورة الحفاظ على الشرعية وكان الكاتب محمد حسنين هيكل الرجل القريب من عبدالناصر من ابرز الشخصيات وانا والحديث للفريق صادق حسب مذكراته، بحيث يتولى السادات المسئولية بصفته نائب رئيس الجمهورية، اما الفريق الثانى فكان يرى ان تكون القيادة جماعية وليست فى يد شخص واحد كما حدث فى الاتحاد السوفيتى عام 1964 وكان يضم على صبرى والفريق اول محمد فوزى وشعراوى جمعة وسامى شرف، وكان هذا الفريق يرفض تولى السادات رئاسة الجمهورية وكانت الساعات الاولى عقب وفاة الرئيس عبدالناصر قد شهدت توترا بعد رفض بعض الاطباء كتابة شهادة الوفاة وإصرارهم على تشريح الجثة لوجود شكوك حول وفاة الرئيس مسموما وظل الأمر محل خلاف حتى تم الاتفاق معهم على كتابة شهادة الوفاة للحفاظ على استقرار مصر وصورة الرئيس.
تم اتخاذ الترتيبات للجنازة الشعبية والعسكرية للرئيس عبدالناصر والتى لم تشهدها مصر من قبل ولا المنطقة العربية واتخذت الاجراءات الامنية الضرورية وتامين ضيوف مصر المشاركين فى الجنازة.
وشهدت كافة انحاء مصر جنازة مهيبه للزعيم والقائد والرئيس، وقد كان الفريق اول محمد فوزى وزير الحربية القائد العام للقوات المسلحة وكنت اشغل منصب رئيس الاركان وقع على كاهلنا هذه المسئولية الا ان الفريق فوزى لم يكن يعلم موقفى من الصراع الدائر حول منصب رئيس الجمهورية.
فى ذلك الوقت كنت أرى أن صالح مصر فوق الجميع وان تسلم السادات لمسئوليته كرئيس للجمهورية وفقا للدستور يساعد على استقرار الاوضاع خاصة أن العدو الاسرائيلى على بعد 120 كيلو مترا من القاهرة وقضية مصر الحقيقية فى تلك المرحلة هى الاستعداد لمعركة الكرامة ، لكن الفريق أول محمد فوزى كان له راى آخر.
وفوجئت به يعرض على خطة لتحرك بعض تشكيلات ووحدات القوات المسلحة فى إطار إجراءات التامين، وادركت ما يدور خلف هذه التحركات ( الاستعداد لانقلاب عسكرى )، فسألته عن الهدف من هذه التحركات فلم ينكر ذلك. ومنذ ذلك الوقت آثرت أن أكون بجواره وأؤكد له ان الاستيلاء على السلطة بالقوة سوف يفتح الباب على مصراعيه امام الطامحين والطامعين فى السلطة ويشتعل عدم الاستقرار على الساحة الداخلية فى الوقت الذى مازال العدو الحقيقى لمصر قابعا على أرض سيناء.
وسألته عن مدى علمه بالمحاولات الانقلابية الثلاث التى قادها المشير عبدالحكيم عامر عقب نكسة يونيو 67، وان الانقلاب الاول كان سيطيح بعبدالناصر فى حال نجاحه والثانى سيطيح بالمشير نفسه وإذا نجح سوف يكون الثالث لاستقرار السلطة فى ايدى الخلية الرئيسية لهذه المحاولات وفوجىء الفريق محمد فوزى بهذه المعلومات قائلا : لماذا لم تضمن التحقيقات فى القضية هذه الاوراق ؟
فرددت عليه والحديث لصادق قائلا : ابلغنا الرئيس عبدالناصر بالتفاصيل ولكنه طلب عدم توسيع التحقيقات مادام تم إحباط انقلاب المشير عبدالحكيم عامر.
وتراجع الفريق فوزى عن الفكرة بعد أن شعر أننى لن أنضم إليه وبصفتى رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة فسوف اكون عائقا أمام هذه الفكرة.
ولم يمر وقت طويل حتى عادت الفكرة الى السطح من جديد بعد ان كانت قد غابت لفترة خاصة بعد خطاب السادات فى 8 اكتوبر 1970 عقب نتيجة الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية واسعدت اشارات السادات فى خطابه الى عبدالناصر مجموعة على صبرى والفريق اول محمد فوزى وشعراوى جمعة وسامى شرف، وكنت واثقا ان السادات داهية وانه ليس الشخصية التى يرسمها له الآخرون.
وفى فبراير 1971 كانت أول مراحل الصدام بين السادات ومجموعة الفريق فوزى فقد كانت مبادرة روجرز الخاصة بوقف إطلاق النار التى قبلتها مصر سوف تنتهى فى فبراير لم تكن لدى السادات نية لعودة حرب الاستنزاف وفاجأه الجميع بإعلانه عن مبادرة السلام وقبل خطابه أمام مجلس الأمة تدخلت المجموعة وحذفت بعض فقرات الخطاب لتبدأ أولى مراحل الصدام الحقيقى بين الفريقين.
وعقب توقيع السادات على اتفاقية الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا وليبيا فى 17 ابريل من نفس العام، وخلال اجتماع اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكى فى 21 ابريل كان على صبرى ومجموعته قد رتب أوراقه لاحراج السادات عند التصويت على الاتفاقية بعد مناقشات حادة لتاتى النتيجة 4 اصوات رافضة للاتفاقية و3 اصوات مؤيدة للاتفاقية ولراى الرئيس السادات هم حسين الشافعى ومحمود فوزى وحاول السادات معرفة راى شعراوى جمعة الذى لم يكن له حق التصويت بصفته امين التنظيم فى الاتحاد الاشتراكى فكان رده انه مع على صبرى.
ويواصل الفريق صادق قائلا من خلال مذكراته: وعقب هذا الاجتماع اصبح الصدام واضحا فى العلن وتحرك كل فريق لترتيب أوضاعه, حضر الفريق فوزى إلى الوزارة وطلب منى الصعود إلى مكتبه وعندما دخلت عليه المكتب وجدته فاقدا لأعصابه وصوته مرتفعا وأخذ يوجه الشتائم للرئيس السادات وبعد أن انتهى سحب الفريق اول محمد فوزى ورقه وكتب عليها أمرا واضحا باتخاذ إجراءات استعداد لانقلاب عسكرى للاستيلاء على السلطة.
وكان نص الامر كالتالى :
فريق صادق : باكر تنظم وتخطط مع المخابرات الحربية ، الفرقة 6 مشاة ميكانيكا، لواء 25 مدرع، شرطة عسكرية . وذلك لاغراض تامين القاهرة، اى احتمالات، نظام الكود، أماكن التجمع، ارقام التليفونات..الخ
وكتب فى نهايه الورقه مصدر الامر (فوزى، شعراوى، سامى)
واجبات: الإذاعة، مداخل القاهرة, حرب الكترونية، اجهزة لاسلكى السفارات.
لم يكن الرئيس السادات يعلم شيئا عن ذلك، وكان الفريق فوزى كثير الزيارات لحد من يستطيع وراء هدفه الذى يسعى اليه وكنت انا اتابع ذلك فاقوم بزيارة اخرى تعقب زيارة الفريق فوزى لمسح الاثار التى يمكن ان يكون قد تركها وكنت اتجنب الاتصال بالقادة والمديرين الذين يدينون للفريق فوزى بالولاء وكان قادة الجيوش والتشكيلات والمناطق العسكرية والوحدات على مستوى الموقف، وحاولت جاهدا ان اجنب القوات المسلحة الدخول كطرف فى الصراع.
وأشهد بأن تسليمى هذه الوثيقة يعد ثقة من الفريق فوزى بى كرئيس للاركان ولكن ليس من المعقول ان تمتد الثقة الى حد التامر على الرئيس الشرعى للبلاد وهل يمكن لعاقل ان يغفل المخاطر التى قد يتعرض لها الوطن ؟ والقوات المسلحة فى الوقت الذى يقف فيه العدو على مقربة من القاهرة.
خرجت من مكتب الفريق فوزى وداخلى قناعة تامة وهى الحيلولة دون تنفيذ الانقلاب.
وفى بداية مايو 1971 عقد وزير الحربية اجتماعا مع قادة المنطقة المركزية وقادة التشكيلات. كما قام بزيارة قيادة قوات الصاعقة فى 8 مايو من نفس العام ، ولخطورة الموقف أرسلت مجموعة من قادة الصاعقة الذين اثق بهم الى وحدات الصاعقة لاحباط ما دبره الفريق اول محمد فوزى وتأكدت من تامين وحدات الصاعقة تماما، وخلال هذه الفترة المشحونة لم يكن الفريق فوزى يعلم اننى افسد مايقوم ببنائه، كما قام برفع درجة الاستعداد فى بعض وحدات الجيش خلال الفترة من 26 ابريل وحتى 13 مايو 71 واستمرار رفع درجة الاستعداد لبعض وحدات المنطقة العسكرية المركزية.
كنت قد أبقيت الحرس الجمهورى كآخر قوة أقوم بتأمينها وأقطع عليها طريق الدخول إلى حلبة الصراع على السلطة لحساب أى طرف واستعنت بالفريق أول سعد الدين متولى كبير الياوران آن ذاك وهو رجل وطنى وشرحت له الموقف وخطورته واتفق معى فى وجهة النظر التى تؤكد على خطورة ما يحدث على امن مصر وشعبها مستقبلها، وطلبت منه ان ينقل رسالة الى الفريق الليثى ناصف عن خطورة تصرفاته وخطورة ما سيترتب عليها من نتائج سيتحمل هو بمفرده مسئوليتها فقد كان منغمسا مع مجموعة على صبرى وسامى شرف، وأننى كرئيس أركان حرب القوات المسلحة لن أسمح لأى وحدات بالخروج من معسكرات الحرس الجمهورى، وأننى سأعطى أوامر بنصب كمائن صواريخ مضادة للدبابات على مداخل ومخارج هذه المعسكرات لديها أوامر بإطلاق نيرانها على أى قطعة تخرج إلى الشارع.
أردت برسالتى تلك أن يعرف الليثى ناصف أننى أقف مع مصر ونجح سعد متولى فى مهمته، وفى صباح اليوم التالى أبلغ الليثى ناصف انه يضع نفسه وقواته تحت تصرف رئيس الجمهورية.
وبدأ الصراع يحتدم ليلقى السادات أولى القنابل فى وجه مجموعة على صبرى باقالة الاخير من منصبه يوم 2 مايو ونشر الخبر فى الصحف.
وفى صباح يوم الخميس الموافق 13 مايو اليوم الحاسم فى الصراع وكان مقررا أن يذهب الرئيس السادات إلى مديرية التحرير إلا أنه اعتذر عن الذهاب وشاع فى ذلك الوقت أنه كانت هناك محاولة اغتيال له ولم اتأكد من صدق المعلومة.
وظهر نفس اليوم اتصل بى الفريق فوزى كان منفعلا بصورة غير طبيعية وأبلغنى أن السادات أقال شعراوى جمعة وعين بدلا منه ممدوح سالم, وفى الساعة الثانية ظهرا طلب الفريق فوزى منى أن أصعد إلى مكتبه بالطابق العلوى ووجدت شعراوى جمعة وسامى شرف وعددا من أعضاء الجماعة أصدقاء الفريق فوزى والأخير يدفعهم نحو اجراء مشترك لمواجهة تصرف الرئيس السادات وقلت ان هذا خطأ وأن أى قرارات تصدر سوف تتاثر بالانفعال والحالة التى يعيشونها، وطلبت منهم العودة إلى منازلهم وطلبت من شعراوى جمعه الاتصال بممدوح سالم وتهنئته والسفر إلى الاسكندرية حتى تهدأ الاوضاع ولكى يستريح من عناء العمل المستمر وعندما وافقوا حرصت على مرافقتهم حتى سياراتهم والتاكد من مغادرتهم الوزارة، ظللت فى مكتبى أتابع إجراءات السيطرة وتأمين القوات المسلحة لتظل خارج حلبة الصراع على السلطة.
عدت إلى منزلى ولكننى سمعت نبأ الاستقالات الجماعية فى الإذاعة فعدت فورا إلى الوزارة, واتصلت بالرئيس السادات لأول مرة تليفونيا وقلت له أن القوات المسلحة خارج الصراع وإنها لا تكن أى ولاء إلا للسلطة الشرعية ولمصر وعليه ان يتصرف وهو على يقين من ذلك، فرد الرئيس السادات قائلا لصادق: انا كنت ابحث عنك وعاوزك تيجى دلوقتى لتحلف اليمين كوزير للحربية، فاوضحت له اننى لااستطيع ان أترك مكانى حاليا فى القيادة وعندما أطمئن الى استتباب الوضع ساتى
وبعد ساعة اتصل الرئيس السادات بى ثانية وسألنى لماذا لم أحضر لحلف اليمين فقلت له إننى لازلت فى حاجة الى بعض الوقت.
اتصلت بقادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة وقادة الجيوش وقادة المنطقة المركزية والرؤساء ومديرى الادارات وطلبت منهم البقاء فى أماكنهم وعدم التحرك إلا بأوامر منى شخصيا، وطلبت من المجموعة 39 قتال بقيادة العميد ابراهيم الرفاعى أن تؤمن مبنى وزارة الحربية والقيادة العامة.
اتصل بى الرئيس السادات ثانية وطلب منى الحضور لحلف اليمين فقلت له إننى مازلت فى حاجة إلى بعض الوقت، فسألنى عن إمكانية تحريك دبابات من الحرس الجمهورى إلى سراى القبة فاعتذرت لأننى سبق وابلغت الفريق الليثى ناصف قائد الحرس بعدم تحرك أى قوات أو أفراد او مدرعات من مكانها وتعهدت له بأننى أضمن أمنه وأن أوفر له الحراسة المطلوبة.
وفى منتصف ليل يوم 13 مايو وبعد الاطمئنان على أمن وسلامة القوات المسلحة وتأكدى من استقرار الأوضاع بعد ما يقرب من 5 ساعات من دعوة الرئيس لى للحضور لحلف اليمين ذهبت إلى منزل الرئيس وجدت الدكتور محمود فوزى والدكتور عزيز صدقى وزير الصناعة فى ذلك الوقت والاستاذ محمد حسنين هيكل واستقبلنى الرئيس فاتحا ذراعية محييا مطريا كل ما قمت به.. موضحا أن تدخلى جاء فى الوقت المناسب لانقاذ مصر وانقاذه شخصيا وعائلته من كارثة محققة فأجبته باننى لم افعل له شيئا وأن كل ما فعلته كان من أجل مصر ورجوته أن يعفينى من منصب وزير الحربية وأن أبقى رئيسا للأركان لأدير المعركة قريبا مع العدو ولكنه أصر وأمر بترقيتى إلى رتبة فريق أول.
وللتاريخ أننى لم أكن أسعى لإلحاق الأذى بالفريق فوزى، أو أى من أعضاء جماعته فبعضهم كنت ولا زلت مقتنعا بوطنيته وإخلاصه، وأنهم إذا كانوا قد خاضوا صراعا على السلطة مع رئيس الجمهورية لاختلاف وجهات نظرهم.. فذلك ما رأوه.. وأننى إذا كنت قد اتخذت موقفا ضدهم إلا أنه فى واقع الأمر لم يكن إلا لتجنيب القوات المسلحة هذه الصراعات، وبالتالى اخفيت الوثيقة معى لإدراكى أنها وثيقة إدانة بالغة الخطورة بخط يد الفريق فوزى قد تؤدى إلى الحكم بإعدام البعض منهم وتشديد العقوبة على البعض الآخر. وكنت أكره أن أكون سببا فى أن يقوم السادات بتصفية دموية لأعدائه وقد قمت باظهارها لاول مره بعد فتره من رحيل السادات.
اما بالنسبة للفريق فوزى فإننى لم أسمح أن يوضع فى السجن كباقى رفاقة فقد امضى مدة سجنه بميس الضباط بمستشفى الحلمية العسكرى وكانت لديه جميع وسائل الراحة وكانت عائلته تزوره يوميا وعندما أرسل لى الفريق فوزى الفريق رفاعى كامل يطلب منى زيارته ذهبت اليه فى نفس اليوم وكان طلب فوزى الوحيد ان ينقل لمستشفى المعادى وبالفعل تم ذلك فى اليوم التالى وبسيارتى الخاصة وبقى فى مستشفى المعادى.
فى الحلقة القادمة يواصل الفريق صادق مذكراته حول الاستعداد للمعركة الفاصلة مع اسرائيل عقب توليه وزارة الحربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.