استيقظت (أمل) على نفس الحلم ولكن هذه المرة رأت ملامح ذلك الشاب بالكامل شابا ذا ملامح عربية صاحب وجه صبوح وكأن ضوء القمر انعكس على وجهه، وعينين بنيتين، طويل القامة.. سألت نفسها لماذا يطاردنى طيف هذا الشاب فى منامى وأنا لم أعرفه من قبل؟! هل هذه رسالة أم ماذا؟ فقررت أن تبحث عنه، ولكن أين؟ أصبحت تبحث عنه فى وجوه المارة بالشوارع والطرقات أملا أن تجده من بينهم. استمر الحال لأعوام لكن دون جدوى لم تجد ملامحه فى أى مخلوق رأته من قبل فسألت نفسها ماذا لو وجدته؟ ماذا ستقول له؟ أنت من حلمت به لأكثر من عام وأراك كل ليلة فى أحلامى حتى أحببتك؟! رأته مرة أخرى فى منامها يهديها باقة من زهور الليلك البيضاء وهو يقول لها.. أنا فى انتظارك.. ثم بدا طيفه يختفى شيئا فشيئا.. حاولت أن تدركه لكن استيقظت هذه المرة وهى تناديه من أنت؟.. من أنت؟ يغلب على حالتها التعجب ويزداد فضولها لمعرفة هذا الشاب من يكون؟ لم تستطع العودة مرة أخرى للنوم فطيف الشاب صاحب الأعين البنية الواسعة والوجه الصبوح يطاردها، نهضت من سريرها متجهة نحو نافذة غرفتها تنظر إلى السماء وقد بدأت الشمس تضيئها معلنة عن بدء يوم جديد، وبعد تفكير طويل قررت أن تستمر فى البحث عنه ومعها باقة من نفس الزهور التى أهداها إياها فى الحلم لتهديها إليه. فى اليوم الأول ذهبت إلى الحديقة العامة ومعها الزهور الجميلة الرقيقة، وجلست ساعات تتأمل وجوه المارة، وعندما ملت من الانتظار وكادت زهورها تذبل قررت العودة للمنزل، فإذا بطفلة جميلة تطلب منها باقة الزهور فتداعبها وتهديها الباقة وتغادر الحديقة عائدة لغرفتها ولتتجدد حيرتها فقد أصبح لقاؤه هو أمل حياتها.. فى اليوم التالى قررت الذهاب إلى محطة القطار حيث القادمون من المدن الأخرى والمغادرون للمدينة.. جلست تنظر فى وجوه الناس وتتأمل أحوالهم حتى رأت فتاة تبكى لوداع حبيبها وتتوسل إليه لكى يبقى بجوارها، اقتربت منها (أمل) ومنحتها باقة الزهور حتى تهديها إلى حبيبها قبل أن يتحرك القطار وغادرت محطة القطار بعد أن ملت من طول الانتظار.. قررت البحث عن وظيفة تشغل عقلها عن التفكير فى ذلك الحلم المتكرر، وأخيرا وجدت وظيفة فى العاصمة.. فقررت الذهاب عسى يتحقق حلمها فى العاصمة إلا أنها وصلت محطة القطار متأخرة قليلا وقد بدأ القطار يمضى، ظلت تركض لكى تلحقه فإذا بيد تمتد لها من باب عربة القطار وتمسك بيدها لتساعدها حتى تركب، أدركت القطار أخيرا وعندها كانت المفاجأة!.. الشاب هو نفس الشاب الذى رأته فى منامها.