رغم الاضطراب السياسى والظروف الاقتصادية الصعبة التى صاحبت الثورة وانعكست بشكل كبير على سوق السيارات، فإن هناك العديد من وكلاء السيارات يحاولون النهوض والوقوف من جديد. وهنا كان لا بد أن يظهر الدور الحقيقى لإدارات التسويق بالشركات والوكلاء الذين يسعون إلى المساعدة فى تحريك السوق ومحاولة الخروج من حالة الثبات العميق التى سيطرت عليه خلال الفترة الماضية. وتراجعت مبيعات السيارات بنسبة كبيرة، رغم التقارير التى أشارت إلى الارتفاع بنسبة ضئيلة، فإن الجميع يشكك فى تلك الأرقام، فحالة الركود واضحة بعد قلة نسبة الإقبال على شراء سيارة جديدة وارتفاع أسعارها بنسب تراوحت بين 15 و20% خلال العام الجارى، بسبب التدهور الحاد فى سعر صرف الجنيه أمام الدولار. وشملت موجة ارتفاع الأسعار السيارات المستوردة تامة الصنع والسيارات المجمعة محليا، وذلك بعد فقدان الجنيه نحو 14٪ من قيمته منذ تحرير سعر الصرف فى 27 ديسمبر 2012. ومن المتوقع أن تتواصل موجة ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة بسبب قرار البنك المركزى تحديد سلع معينة يجرى توفير الدولار لها بالبنوك ليس من بينها السيارات، فيضطر الوكيل أو المستورد إلى شراء الدولار من السوق السوداء الذى يصل سعره إلى 7,45 جنيه، ومن ثم سيرتفع سعر السيارة أكثر خلال الفترة المقبلة، مع استمرار تراجع الجنيه واعتماد نسبة كبيرة من المواد الخام الداخلة فى تصنيع السيارات على الاستيراد، علاوة على استيراد سيارات كاملة الصنع وسيارات ركوب يجرى استيراد أكثر من 50٪ من أجزائها، بينما تصنع النسبة المتبقية عبر خطوط التجميع المحلية. وللخروج من تلك الظروف الصعبة والتغلب على الأمر حرصت العديد من شركات السيارات على تقديم بعض العروض والتخفيضات سواء على بعض الطرازات التى تقدمها أو عمل حملات الصيانة المجانية أو افتتاح مراكز خدمة أو عروض تمويلية.. وكانت البداية من شركة «غبور أوتو»، التى أعلنت الأسبوع الماضى عن تخفيضات جديدة تصل إلى 2000 جنيه على سيارة المصريين كما يطلقون عليها، وهى السيارة هيونداى فيرنا، و3000 جنيه خصم ولفترة محدودة على السيارة هيونداى أكسنت آر بى، بخلاف العروض التمويلية على السيارة إلنترا. وأطلقت شركة المنصور للسيارات حملة الفحص المجانى للفرامل وأنظمة التعليق لجميع سيارات شيفروليه وذلك بخصم 10% على أعمال الصيانة و15% على أسعار قطع الغيار، وذلك بجميع مراكز خدمة المنصور للسيارات. وأطلقت EIT، وكلاء كيا، حملة الكشف المجانى على سيارات كيا بالتعاون مع زيوت شل، حيث يحصل العميل على فلتر زيت مجانى وخصم 50% على البوجيهات وفحص شامل مجانى، وذلك خلال فترة محدودة. وهناك بعض الشركات الأكثر إيمانا بالاقتصاد المصرى، وحرصت على ضخ مزيد من الاستثمارات وتقديم أحدث الطرازات بمواصفات جيدة رغم الظروف الصعبة، وهذا ما كان واضحا عندما قامت فكرى جروب، وكيل فورد فى مصر، بتقديم الجيل الجديد من السيارة فورد فييستا سيارة الشباب ألمانية الصنع التى جاءت بمحرك جديد وتكنولوجيا حديثة. وأطلقت شركة بريليانس سيارتين جديدتين لعملائها فى السوق المصرية، وهما السيارة H320 والسيارة H230، لمواصلة رحلة النجاح التى حققتها بريليانس فى السوق المصرية خلال الفترة الماضية. وتستعد نيسان موتور إيجيبت لإطلاق طرازين جديدين أيضاً خلال الفترة المقبلة، وتقدم أيضاً عروضاً وتسهيلات للعملاء بتقسيط السيارة صنى الجديدة بفائدة بسيطة. وطرحت مرسيدس عروضاً تمويلية عند شراء سيارة مرسيدس مستعملة. وفى محاولة لتنشيط المبيعات أيضاً، قدمت المصرية للسيارات عروضاً تحفيزية للعملاء، منها دفع أول قسط بعد ثلاثة أشهر من الشراء، بخلاف تقديم الهدايا القيمة للعملاء. وبهذا تحاول شركات السيارات الخروج من النفق المظلم الذى دخلته سوق السيارات المصرية منذ ثورة 25 يناير 2011، ولكن السوق تنتظر المزيد من العروض التنشيطية حتى تعود إلى طبيعتها. ويأتى بعد ذلك الدور الأكبر الذى يقع على عاتق البنوك العاملة فى مجال تقسيط السيارات، والتى تساهم بشكل كبير فى ارتفاع مبيعات السيارات فى مصر، فنحن ننتظر الإعلان منها عن عروض تمويلية بمقدمات بسيطة وأيضاً فائدة قليلة مع التقسيط على عدد سنوات أكثر، لجذب الكثير من العملاء وتنشيط عملية البيع والشراء للنهوض بالسوق المصرية للسيارات التى يعمل فيها أعداد كبيرة جدا من الموظفين والعمال والتى تقدر بعشرات الآلاف.