يوم غير عادى، لم تستفِد فيه ندى أحمد عبدالرحمن، الطالبة بالصف الخامس الابتدائى، من حقيبة الكتب التى تحملها ذهابا وعودة، فلم تحصل يوم الاثنين 25 فبراير الماضى على دروسها المقررة، بعد أن أعلنت مدرستها «أسماء بنت أبى بكر الابتدائية» تخصيص حصتين ل«زيارة مهمة» دون أن تفصح عن هوية الزائر. دخلت «ندى» مع زميلاتها إلى المكتبة وجلست تستمع للضيف الزائر «صاحب ذقن خفيفة وزبيبة صلاة»، قال الزائر: «الحكم الاستبدادى انتهى من مصر، وعهد عبدالناصر والسادات ومبارك لن يعود مرة أخرى، عليكم أن تعلموا بنات الجيل القادم أن الثورة العظيمة فى 25 يناير قد انتهت، وعلينا العمل الآن، وأنه لا يوجد ما يسمى حق الشهيد، ولو طالبنا بحقه مش هيكون شهيد»، مواصلاً حديثه لطالبات المدرسة: «عصر محمد مرسى هو عصر الحرية والديمقراطية والعدل، وعليكم أن تتخذوه قدوة لكم، وأن تصنعوا فى مدارسكم نموذجاً للبرلمان الصغير يعبر عنكم». أحمد عبدالرحمن، والد «ندى»، صدمه ما روته ابنته فى نهاية اليوم الدراسى، سألها عن اسمه وسبب الزيارة وصفته فى الإدارة التعليمية فلم تجِبه الفتاة سوى «ماعرفش يا بابا»، ثارت الشكوك فى ذهن الأب، فتوجه فى اليوم التالى إلى مدير المدرسة ليستفسر عن هوية الزائر، فأجابه المدير: «أنا ماكنتش موجود وماشفتش اللى حضرتك بتحكيه»، مدرسو المدرسة، كما يؤكد عبدالرحمن، أغلبهم من الإخوان «محدش عايز يقول مين اللى كان جاى يلقن ولادنا الكلام ده وينسيهم الثورة ويشوه لهم التاريخ بحتة شيكولاتة وقطعة كيك، لكن ابن جارى فى مدرسة تانية قال لى إنهم من الحرية والعدالة فى شبرا الخيمة». رضا عبدالعال عارف، مدير المدرسة، نفى ل«الوطن» رواية «ندى» ووالدها، وبررها: «الولاد خيالهم واسع ومفيش حاجة حصلت»، مستفهماً «طب هى قالت اسمه إيه؟». «ندى» امتنعت عن الذهاب للمدرسة، مؤكدة أن ما حدث تشهد عليه كل طالبات المدرسة، فيما أكد والدها أن الواقعة مهداة لوزير التربية والتعليم ولكل مسئول يخشى على مستقبل الأطفال فى مصر.