سألنى ضميرى: لماذا لا تدعنى أنام ولو مرة واحدة وتكتب عن شىء إيجابى يفعله الإخوان؟ فقلت: ولِمَ لا؟ دعنى أحاول.. وبدأت فى صياغة نصيحة تنطلق من باب الإيجابيات للمساعدة ما دام الفشل حليف الجماعة منذ جاء «مرسى» إلى الحكم، النصيحة تبدأ بسؤال: «لماذا لا تقوم القيادات الإخوانية التى تظهر فى الفضائيات نظير أجر بإيداع المبالغ التى يحصلون عليها فى خزينة الدولة»؟ فرد ضميرى: ماذا قلت؟ يحصلون على أجر؟! أنت مصمم على السلبيات، لكن دعنا نجِب عن السؤال.. وطالبنى بالدخول فى التفاصيل، فقلت بعد البسملة: لنبدأ بتحديد المكافأة التى يحصل عليها الضيف الإخوانى فى الاستوديو؛ فهى تتراوح فى حدها الأدنى بين 1000 و2000 جنيه، مع الإشارة إلى أن القنوات العربية والغربية تدفع بالعملة الصعبة! ولنقِس على الشخص الأكثر ظهورا من بينهم والجميع يعرفونه، أحتفظ باسمه خوفاً عليه من الحسد؛ فهذا الشخص يظهر فى برنامج مسائى يومى لإحدى القنوات المصرية بمتوسط مرتين أسبوعياً، ويحصل نظير ذلك على 4 آلاف جنيه أسبوعيا، أى 16 ألف جنيه شهريا، فى حين يظهر بشكل منتظم على قنوات أخرى بنفس المكافأة وأحيانا عدة مرات فى نفس اليوم، لكن سآخذ بالحد الأدنى (ظهور فضائى يومى واحد) أى 7 مرات أسبوعيا نظير 14 ألف جنيه، أى 56 ألف جنيه شهريا، وبعد خصم الضرائب ومراعاة ظروف الإجازة والمرض قد تصل إلى 45 ألف جنيه، وبإضافة هذا المبلغ إلى المقابل الثابت من القناة الشهيرة (45 ألفا + 16 ألف جنيه) تصل المبالغ التى يتقاضاها إلى 61 ألف جنيه شهريا من الظهور الفضائى دفاعا عن الإخوان و«مرسى» وحكم الجماعة ودينهم ودين تنظيمهم! وإذا كان الشخص السابق من الأفذاذ الفضائيين؛ فإن هناك منافسين لكنهم لا يصلون إلى ما وصل إليه؛ فهم يدافعون عن جماعتهم نظير مبالغ أقل بمتوسط 20 ألف جنيه شهريا لبعضهم، وإذا كان هناك عشرة أشخاص من الجماعة يظهرون دفاعاً عنها فى الفضائيات فإنهم يحصلون على ما يعادل 200 ألف جنيه، وبإضافة الفذ الفضائى تصل المبالغ إلى 261 ألف جنيه، أى سنويا مبلغ يقدر بأكثر من ثلاثة ملايين جنيه! سألنى ضميرى: وما صحة الأرقام التى ذكرتها؟ فرددت: اسألنى ابتداء عن الفذ الفضائى؛ فهناك الوثائق التى وقّع عليها بخط يده، أما الآخرون فهى متوسطات، بالطبع هى أكثر من التقدير المذكور وفق كواليس الفضائيات والقنوات العربية، وإذا أردت يا ضميرى أن تحذفها من الحساب فلك كامل الحرية! وإذا اكتفيت بالمبالغ التى يحصل عليها الفذ الفضائى الإخوانى فإنها تصل إلى حوالى 732 ألف جنيه سنويا، ومن ثم فإن هذا المبلغ لو وجد طريقه دون جيب الإخوانى العجوز إلى مصارف أخرى لصنع مع إخوانه الفضائيين مساهمة لا بأس بها فى نهضتهم المزعومة أو تحسين أحوال مستشفى عام أو إطعام سكان شارع بأكمله طوال عام! وصاح ضميرى: يا رجل.. كيف يحصل على هذه المبالغ أو حتى نصفها لمجرد أنه يدافع عن جماعته؟ فقلت: لن أرد عليك، هات من عندك. فصاح مرة أخرى: كيف يظهر أمام الناس بدعوى تمثيله لجماعته وهو يتحدث نظير أجر؟ فآثرت الصمت، فصرخ: كيف يا رجل وهم يقولون عن أنفسهم إنهم ربانيون؟ وزاد: كيف يا رجل وهم يقولون إنهم متجردون متسامون عن الدنايا؟ وعاجلته بالقول: لقد لمتننى فى البداية؛ فهذا جزاؤك. فعاد متسائلا: ألم يقولوا إن غايتهم الله وليس الجاه والسلطة والمال؟ فطلبت منه ألا يغضب ويحتار، فقال: دعنى.. لقد أحبطتنى.. أليس الحق أبلج والباطل لجلج؟ وإذا كانوا على الأبلج فلماذا يفعلون اللجلج؟ وعاد ضميرى ليسأل باستغراب: أليست دعوتهم تحث على ألا يكون المال فى أيدى الأغنياء دون الفقراء؟ وقال: قل لى.. كيف يؤمن شخص بمشروع نظير أجر؟ هل يستحلون أموال الغير أم أنها عندهم من المغانم بعد المغارم؟ وكيف نقبل حتى لو لم تكن الأرقام صحيحة أن يظهر أحدهم فى عباءة السياسى ويدعو لصالح الناس بمقابل مادى؟ فعدت للحديث مجدداً: تلجأ للسؤال فقط لتدارى إحباطك وخجلك؟ ضميرى.. اصحَ، لقد طلبت أن تنام مرة فأيقظتك بالحقيقة المرة، لكنك ما زلت تقاوم، فرد علىّ: تحاول التشكيك دائما فأردت أن أرى الصورة من زاوية التفاؤل وحسن النية. فقلت: لا أشكك من فراغ، المقدمات تؤدى إلى النتائج، الاستبداد أيا ما كانت صورته يأتى بالفساد، والاستحلال يخلق بشرا يعلنون ما لا يسرون ويتحدثون بالأخلاق وهم أبعد عنها، ويلتحفون بآيات الذكر الحكيم وهم من أهل النفاق والكذب، الفاشية مكون أساسى فى أجندتهم، وإشارتهم الدائمة إلى شرعيتهم ليست إلا احتقاراً للعقل والمنطق! ضميرى بعدما انهزم أمام لكمات الواقع، عاد للسؤال مقترحا: لماذا لا يحصل الإخوانى الفضائى على رخصة للظهور الفضائى؟ ثم زاد قائلا: ولماذا لا يقدم إقرار ذمة مالية فضائياً ما دامت جماعتهم فى السلطة والفضائيات تحتاج إليهم صباح مساء؟ أعجبنى الاقتراح؛ فقد أشعرنى بأنه أفاق بعد ضلالات الإيجابية التى طالبنى بها فى أول حديثه، وقلت: مسألة جديرة بالنقاش والتناول قد نفرد لها مساحة مستقبلا! وعندها أمسكت ب«هدوم» ضميرى وصرخت فيه لأكمل إفاقته: دعك من هذا وعد إلى رشدك ولا تطلب منى مرة أخرى أن تنام وأنت تتناول «الإخوان المظلمين»؛ فالمرة المقبلة سيكون عقابى لك أقسى من رؤية الفضائى الإخوانى وهو على الهواء يردد كلمات الله والسيرة النبوية ليدفع عن مشروعه شبهات الفساد والضلال والتخبط والفشل ثم يذهب إلى موظف حسابات فى قناة فضائية ليدفع له جنيهات مقابل الظهور!!