بعد مرورعام على قرار ألمانيا بفتح أبوابها أمام المهاجرين، حقق حزب "البديل لألمانيا" الشعبوي فوزا انتخابيا مهما في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن الشرقية، وتفوق هناك على حزب المستشارة انغيلا ميركل. رغم حلول الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مقدمة انتخابات ولاية ميكلنبورغ فوربومرن بحصوله على نحو 30 بالمائة من مجموع الأصوات، فان انجاز حزب "البديل لألمانيا" الشعبوي المناهض لللاجئين والمسلمين خاصة كان قويا. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "ميتلبايريشه تسايتونغ" الصادرة بريغنسبورغ وقالت: " النتيجة التي أحرزها حزب البديل لألمانيا في ميكلنبورغ فوربومرن لم تكن فقط احتجاجا ضد "من هم الفوق"، بل تعكس بوجه خاص تصويتا احتجاجيا ضد المستشارة أنغيلا ميركل. فأن يتفوق حزب يوجد في اليمين بعيدا عن حزب الاتحاد المسيحي ويفوز على الحزب المسيحي الديمقراطي، وهو الموطن السياسي للمستشارة، فهذا يُعد تطورا جديدا في تاريخ الجمهورية الاتحادية. حتى موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة ستواجه أنغيلا ميركل صعوبات أكبر في الحفاظ على نهجها السياسي المرتبط باللجوء. ومنتقدوها، لاسيما في الحزب البفاري الحليف تلقوا من خلال نتائج الاتخابات هذه دعما من الشمال الشرقي للجمهورية". أما صحيفة "برلينر تسايتونغ" فقد استنتجت، وكتبت تقول: "ما كان لحزب "البديل لألمانيا" وجود بحجمه الحالي ودائرة تأثيره الآني بدون وجود الحرب في سوريا وموجات الهجرة من البلدان العربية والإفريقية. الحزب غير مساره بذكاء عام 2015. اليورو لم يعد موضوعا مطروحا، وهو يعبئ حاليا ناخبيه فقط من خلال بث مشاعر الخوف من الأجانب. الحل الذي يقدمه هو التقوقع. فمن ينتخب اليوم "البديل لألمانيا" لا ينتخب حزبا واقعيا موجودا. إنه ينتخب الاحتجاج وأجواء سائدة. حزب البديل يعرض نفسه كمجال لتفريغ الغضب واليأس ومشاعر التهميش ولاسيما مشاعر الخوف. فليس هناك فعلا من حزب محترم يوهم الناس بأنه قادرا على تخليصهم مما ينغص حياتهم. لكن"حزب البديل" لألمانيا يفعل هذا تحديدا". صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" كتبت في نفس الاتجاه قائلة: "حزب البديل لألمانيا متقدما على الحزب المسيحي الديمقراطي يا لها من نتيجة كارثية بالنسبة لحزب المستشارة. بدون شك ميكلنبورغ فوربومرن تُعد معاينة أولية لما قد يحصل في السنة المقبلة. لأن الحدث لم يكن مجرد انتخابات برلمانية محلية، بل بوجه خاص اقتراعا على سياسة اللجوء التي تنهجها أنغيلا ميركل، وهي السياسة التي تثير مخاوف أيضا في الشمال الشرقي، رغم أن الولاية هناك تأوي أقل عدد من الأجانب في ألمانيا. ولكن ما هو الاستنتاج من نجاح حزب البديل لألمانيا؟ هل هو الخوض في مزيد من الشعبوية؟ هل هو القيام بتغيير راديكالي في سياسة اللجوء؟ الحلول ليست سهلة، كما تبرهن على ذلك التقلبات المرتبكة لزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابرييل في الأيام الأخيرة. إنه لمن الأفضل تقديم أجوبة مقنعة للجواب على التساؤل: كيف يمكن لألمانيا أن تجتاز التحدي الكبير وأين هي حدود القدرة على القيام بذلك. سيكون من الأفضل أن تعمل الحكومة على نشر الشعور بين الناس بأنها متحكمة في الوضع". صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" سلطت الضوء على الأسباب الرئيسية التي جعلت حزب "البديل لألمانيا" يحقق نجاحات انتخابية في عدة ولايات ألمانية، وكتبت تقول: "من الواضح أن حزب البديل لألمانيا وجد إقبالا من العديد من الجهات وهو يمثل بالأساس حزبا مناهضا لميركل. الحزب بدأ كحوض لاستقطاب القلق الشعبي ضد نهج ميركل في موضوع إنقاذ اليورو. وهو يوجه حاليا غضبه ضد مقولتها: "سننجح في ذلك"، ذلك الشعار الذي رُفع وكأنه نشيد وطني. سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل تقلق الكثيرين وتلعب دورالتخصيب في نمو حزب البديل لألمانيا". صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" كتبت في تعليقها على نتائج انتخابات ميكلنبورغ - فوربومرن: "المقتنعون والخائفون والمهمشون واليائسون فعلوها من جديد. وهذه المرة في ميكلنبورغ فوربومرن. بتصويتهم على حزب "البديل لألمانيا" اختاروا حزبا مناهضا لليبرالية وللنساء للأجانب، فمكنوه للمرة التاسعة من ولوج برلمان محلي في هذه البلاد. والكثيرون سيكتبون عن عاصفة فارغة لكن مدمرة. وآخرون سيتحدثون عن ضرورة بدء المعركة من أجل الديمقراطية والدفاع عن بلاد منفتحة على العالم. لكن حزب "البديل لألمانيا" ليس ظاهرة طبيعية ولن يختفي بالهجمات الكلامية فقط. فماذا تفعل الأحزاب الديمقراطية القائمة؟ ما فعلته سابقا في كثير من الانتخابات: إنها تحاول التغطية على خسائرها في استقطاب الأصوات".