انطلقت أحداث يورو 2012، النسخة رقم 14 بتعادل مثير بين منتخبى بولندا واليونان بهدف لكل فريق وفوز مستحق لمنتخب روسيا على التشيك بأربعة أهداف مقابل هدف، ففى المباراة الافتتاحية التى أدارها الحكم الإسبانى كارلوس فيلاسكو. وفى المباراة الأولى التى انتهت بتعادل إيجابى بين بولندا صاحبة الأرض والجماهير، واليونان التى خاضت التصفيات فى المجموعة السادسة واحتلت المركز الأول، اعتمد سامودا المدير الفنى البولندى على طريقة 4- 2- 3- 1، بوجود اللاعب مورافيسكى واللاعب بولانسكى كمحورى ارتكاز فى وسط الملعب وأمامهما الثلاثى جاكوب بلازيكوفسكى قائد الفريق ولودوفيتش أوبرانيك وماسيج ريبوس خلف المهاجم الوحيد روبرت ليفاندوفيسكى الذى استطاع تسجيل هدف بولندا الوحيد فى الدقيقة 17 من عمر المباراة، وتوقع الجميع مزيداً من الأهداف للفريق البولندى وخصوصاً بعد طرد اللاعب سوكراتيس قلب دفاع المنتخب اليونانى، إلا أن فيرناندو سانتوس المدير الفنى البرتغالى للمنتخب اليونانى أدار المباراة بذكاء وحكمة جعله ينجح فى إحراز التعادل، حيث اعتمد على لاعبين من فريق واحد فى كل خط من الخطوط، فنجد خط الدفاع به ثلاثة لاعبين من فريق أولمبياكوس وهم فاسيليس توروسيديس وبابادوبولس وهوليباس، وفى خط الوسط اعتمد على لاعبى فريق باناثنايكوس كستورانيس ونينيس وكارجونيس قائد الفريق، كذلك الدفع باللاعب ديميتريوس سالبينجيديس محرز هدف التعادل، وكان من الممكن أن يخطف المنتخب اليونانى الفوز لولا إضاعة قائد الفريق كاراجونيس لضربة الجزاء التى احتسبها الحكم فى الدقيقة 70 من عمر المباراة وأنقذها الحارس البديل تيتون، الذى تم الدفع به بعد طرد الحارس الأساسى تشيزنى. يبقى أن نذكر أن معدل اللياقة البدنية للفريق اليونانى كان أعلى بكثير من معدل اللياقة البدنية للفريق البولندى على الرغم من ارتفاع متوسط أعمار اليونانيين. أما بالنسبة للمبارة الثانية فاستطاع فيها المنتخب الروسى أن يلقن نظيره التشيكى درساً قاسياً فى فنون ومهارات وخطط لعبة كرة القدم، حيث استطاع أولاد المدرب ديك أدفوكات بقيادة أرشافين وألان دزاجوييف ورومان بافليوتشينكو وأليكساندر كيرزاكوف، أن يظهروا تفوقاً واضحاً على لاعبى المنتخب التشيكى بقيادة روزيسكى وباروش وبيلار وأن يصلوا إلى مرمى الحارس المخضرم العملاق بيتر تشيك أربع مرات، وظهر واضحاً أن المنتخب التشيكى يعانى من ثغرات واضحة فى خطى الدفاع والوسط وأمام المدير ميشيل بيليك مهمة ليست بالسهلة لتدارك هذه الأخطاء فى المباراتين المقبلتين أمام بولندا واليونان، أما بالنسبة إلى المنتخب الروسى فإنه يعتمد على الرباعى يورى جيركوف ورومان شيروكوف ودينيسوف وزيريانوف فى غلق الطريق أمام مهاجمى الفرق الأخرى؛ حتى لا يصلوا لمرمى الحارس فياتشيسلاف مآلافيف، وكذلك الضغط على حامل الكرة من جانب لاعبى خط الوسط شيروكوف ودينسوف، لدرجة تشعر معها أن المنتخب الروسى يلعب بخمسة عشر لاعباً وليس أحد عشر لاعباً، مما يعطى انطباعاً بأن الفريق الروسى جاء لهذه البطولة للمنافسة عليها وليس كضيف شرف. ملحوظة أخيرة: ما زالت أمام جميع الفرق الأربعة فرصة للتأهل للدور التالى بما فيها المنتخب التشيكى صاحب الخسارة بالأربعة، ومن منا لا يتذكر المتادور الإسبانى فى كأس العالم الماضية حينما خسر مباراته الأولى أمام سويسرا ثم شق طريقه نحو المباراة النهائية بل والفوز بالكأس الغالية.