كنت أعلم يقينا أن «الفاسدين» الذين أشرت إليهم فى مقالى الفائت الذى حمل عنوان «محمد محسوب.. ومفتاح الكرار» سيقومون بحملة «رخيصة» ضدى لإرهابى من أجل وقف فتح ملفات «البيزنس» والعمولات التى يتحصلون عليها فى ملف «التصالحات والتسويات» مع رجال أعمال النظام السابق.. فى هذا المقال تساءلت عن دور «محمد محسوب» فى هذه التسويات وقتما كان وزيرا للشؤون النيابية والقانونية وعضوا فى هذه اللجنة وفى ذات الوقت وكيلا قانونيا ومحاميا عن عدد من رجال الأعمال التى تسعى اللجنة والدولة للتصالح معهم مقابل التنازل عن الشق الجنائى! ولأنه معلوم من أمور «النصب» بالضرورة أن «الفاسدين» لا يواجهون أبدا، لأنهم جبناء وأصحاب «مال حرام»؛ حدث ما توقعت.. وجاءونى من باب آخر لمحاولة إرهابى ظنا منهم أن ذلك سيخيفنى.. فإذا بأحد هؤلاء «الفاسدين» من «المحامين» المتورطين فى قضايا لجنة «التصالح والتسويات» يشن «حملة» واسعة ضدى متمثلة فى جريدة «الوطن» وبشكل «رخيص» بعد أن نشرت جزءا من أوراق التحقيقات فى قضية خلية مدينة نصر خاصا بوثيقة الاغتيالات.. هذا المحامى «الفاسد» الذى كان «مخبرا» وبامتياز لمباحث أمن الدولة وهو يعرف أننى أعرف ذلك، خرج مثل السيدات العاهرات على وسائل الإعلام «ليفرش ملايته» للتشهير ب«الوطن»، وتلوّى كالحرباء ليقول إنه لا توجد وثيقة.. ولأننى أعرف أنه «فاسد» و«عاهر»، وأعرف أنه خرج يُهاجم «الوطن» وما نشرته عن وثيقة الاغتيالات لأننى كتبت عن «محسوبه» وعن بعض ما حدث ويحدث فى ملف «بيزنس التصالحات». صاحبنا هذا يقود بنفسه عمليات «البيزنس والعمولات» وقام بهذه الحملة لأننى كشفت عن جزء صغير فى المقال عما يفعله هو ويفعله «تابعه». ولم يكن مفاجأة لى ظهور هذا «الفاسد» على وسائل الإعلام متقولا على «الوطن» مرتديا مسوح العفة والطهارة ولباس التدين الكاذب متحدثا عما كشفته فى قضية خلية مدينة نصر، فقد كنت أعلم أنه لن يأتى من الأمام، وإنما سيأتى من طريق بعيد لأنها عادته وعادة أشباهه من الفاسدين والمرتعدين، لذا فقد زادنى ذلك إصرارا على كشفه وكشف «تابعه» بالأوراق والمستندات التى تصلنى يوميا وأدعوه لمواجهتى مواجهة الشجعان بأن نذهب معا إلى جهات التحقيق لنعرف حجم البيزنس والعمولات التى حصلوا عليها. وإذا ما عدنا إلى ملف «التصالحات والتسويات» الذى سلمه الرئيس محمد مرسى من قبل إلى محمد محسوب وجب أن أسأل الآن: كيف يكون محسوب عضوا فى هذه اللجنة التى أصدر بها الرئيس قرارا جمهوريا من أجل رد أموال الشعب من رجال الأعمال والرجل يعمل محاميا لعدد ممن تتصالح معهم اللجنة؟ كيف تتصالح اللجنة مع إيهاب طلعت مثلا وهو أحد أولئك الذين لديهم ملف عن التسويات مع الدولة ومحمد محسوب كان محاميا له ووكيلا قانونيا عنه؟ نريد أن نسأل عن «السفريات» التى كان يسافرها ذلك «المحسوب» إلى عدد من الدول وقتما كان وزيرا وعضوا فى اللجنة بدعوى التصالح مع رجال الأعمال الهاربين وكان من بين الأماكن التى سافر إليها، «لندن» التى يوجد بها «إيهاب طلعت»؟ نريد أن يُطلع «محسوب» الرأى العام على ما آل إليه ملف «التسوية» وماذا فعل فى أموال الشعب؟ هذا هو المطلوب.. أين أموال التصالحات.. وكم هى.. وما الذى حدث؟ .. وإلى الأوراق والمستندات الأيام القادمة وأهلا وسهلا بمعارك الفساد اللذيذة!