«مش هيقدروا يخوفونا ويرجعونا للضلمة تانى».. صرخت بها وهى تقف وسط ميدان التحرير، لتعلنها بعلو الصوت «لا للتحرش.. مش هنحاف من الميدان»، لبنى «25 سنة» لم تكن وحدها، بل شاركها الاعتراض والصراخ أخريات، توارين جميعهن على رصيف فى شارع محمد محمود خلف لافتات «البنت جدعة فى الميدان والمتحرش كلب جبان»، و«جاك قطع إيدك» و«لا للتحرش» و«أختك ما تتعاكسش وانت واقف» و«بنات مصر خط أحمر».. قبل تنظيم الصفوف نادت لبنى «حد عايز يافطة؟» فانهالت عليها الطلبات، وبعد أن وزعت اللافتات على الجميع، انطلقت مسيرتهن ضد «التحرش» على جانبى المسيرة لم تختفِ التعليقات، أقلها يؤيد، وأكثرها يسخر، «يلا يا عم.. تحرش إيه اللى بيتكلموا عنه».. يقولها قبل أن يلتفت لزميله ويكمل «البت اللى تنزل الميدان تستاهل اللى يجرالها»، منطقه لا يختلف عن شاب ثالث مر صدفة دون أن يترك نصيبه من السخرية «وبنات قمرات زى الشربات نعملهم إيه»، قالها وجرى بعد أن امتدت يداه إلى إحدى المشاركات فى المسيرة يحاول التحرش بها. لم يكن هذا الشاب وحده فى تحرشه، فبعد 15 دقيقة من انطلاق المسيرة تكتشف المشاركات دخولا منظما ل10 شباب وسط المسيرة -أعمارهم من 15 إلى 20 سنة- التفوا حول الفتيات رغم تواجد الأمن فى الميدان، وبدأوا فى التحرش بهن، تدخل مجموعة أخرى من الشباب وكأنها تحمى البنات، لكنها بالفعل تواصل ما بدأه آخرون من سلسلة تحرش.. تتحول المسيرة إلى خناقة كبيرة، دون أن يصمت هتاف الفتيات «مش هيفيدك.. جرب تانى هنقطع إيدك». اشتباكات بين المتحرشين ومجموعة من الصحفيين والشباب المنضم للمسيرة.. «هههههه أنا المتحرش اللى اللى تليفونك كان من نصيبى» رد تلقاه محمود عبدالله، أحد شباب المعركة، عندما اتصل بهاتفه المفقود وسط المعركة.