جاء تألق الزمالك خلال الأسابيع الأولى من مسابقة الدورى، وفى بطولة دورى أبطال أفريقيا، ليثبت أن العمل الجماعى واختفاء فكرة النجم الأوحد هى الوسيلة المثالية لتحقيق الانتصارات، فها هو النادى يحقق الانتصار تلو الآخر، بعدما تخلى عن فكرة وجود نجم فى الفريق برحيل شيكابالا وعمرو زكى وميدو. ونجح البرتغالى «المحترم» جورفان فييرا المدير الفنى للفريق فى تغليب فكرة أن «الزمالك» الفريق هو النجم الذى يعمل من أجله جميع اللاعبين، بعدما اعتمد على شباب النادى أمثال محمد إبراهيم وعمر جابر وحازم إمام، ومعهم الشباب القادم من خارج النادى أمثال صلاح سليمان وصبرى رحيل وإبراهيم صلاح وأحمد توفيق. ولكن هنا علينا أن نحذر من «سياسة النفخ» التى تهدر علينا مواهب كروية، كما حدث من قبل مع شيكابالا الذى أصبح حالياً بلا نادٍ، ناهيك عن المشاكل الجمة التى تحدث بينه وبين جميع المدربين الذين تعامل معهم. فلاعب بموهبة محمد إبراهيم يجب على إدارة النادى الأبيض وجميع وسائل الإعلام أن تتعامل معه كموهبة يجب تقويمها بدلاً من تدليلها، حتى لا نهدر تلك الموهبة دون الاستفادة منها فى الكرة المصرية، وبدلاً من «التعظيم» من إمكانياته ليصيبه الغرور، علينا أن نوجهه بشكل أفضل لنخرج إمكانياته الفذة إلى النور، والتقويم هنا ليس على الجانب الفنى فقط، وإنما على المستوى الأخلاقى والثقافى أيضاً. فمن منا اهتم بمستوى التعليم الذى وصل له هذا اللاعب الذى اقترب من إكمال عامه الحادى والعشرين، ولنا فى تجربة الإيطالى ذى الأصول المصرية ستيفان الشعراوى نجم الميلان حالياً، وأمل المنتخب الإيطالى فى المستقبل خير دليل، فإدارة الميلان شكلت فريقاً كاملاً من أجل حماية اللاعب فى جميع نواحى الحياة، علمياً، وبدنياً، وحتى فى التعامل مع الإعلام من خلال تعيين خبير إعلامى يرافق اللاعب دائماً. فهم يعتبرونه ثروة قومية يجب الحفاظ عليها ورعايتها لتحقيق أقصى استفادة منها، وهو ما ظهر خلال مباراة فريق الروسونيرى الأخيرة أمام برشلونة الفريق المخيف، حيث نجح الشعراوى فى قيادة الميلان المتعثر فى الدورى للفوز عليه، فى حين أن موهبة بحجم شيكابالا لم يتم الاستفادة منها فى مصر أو فى الزمالك، وأصبح آفة تهدد الفريق دائماً. الكلام نفسه ينطبق على لاعبينا المحترفين أمثال جدو وأحمد المحمدى وأحمد فتحى، فعلى اتحاد الكرة أن يهتم بهؤلاء اللاعبين، وبدلاً من أن «نهلل» بكل هدف يسجله أى منهم، علينا أن نتابعهم بكل دقة وبعناية، حتى لا يحدث معهم كما حدث مع عمرو زكى الذى كاد أن يصبح أفضل هداف فى الدورى الإنجليزى، لولا غياب الرعاية والاهتمام من المسئولين المصريين. ولنا فى حديث ستيف بروس المدير الفنى الحالى لهال سيتى والسابق لعمرو زكى مع ويجان عبرة، فالمدرب قال مؤخراً: «عمرو زكى كان بإمكانه أن يصبح من أفضل المهاجمين فى العالم، لكن استهتاره أبعده عن الملاعب، وزهو الشهرة فى إنجلترا دفعه بعيداً عن طريق كرة القدم». وهنا أتساءل: ألم يكن عمرو زكى وقتها على ذمة الزمالك، فلماذا لم يقم النادى بتقويم اللاعب ليصبح البيضة التى تدر عليه ذهباً كل يوم لكونه لاعباً معاراً؟ ومن هذا المنطلق إدارة الأهلى مطالبة بالاهتمام بلاعبين أمثال جدو وفتحى، وضمان عدم تأثرهم بالأجواء الخارجية فى إنجلترا، وبدلاً من التهليل والنفخ فى اللاعبين، علينا أن نهتم بهم ونراعيهم كما قلت على جميع المستويات الفنية والتعليمية والاجتماعية. أما بالنسبة للثنائى محمد صلاح ومحمد الننى، فأنا لا أخشى عليهما لكون إدارة نادى بازل السويسرى تجيد التعامل مع اللاعبين الشباب، وأتوسم فيما تفعله مع محمد صلاح أن يصبح مثل السويسرى شاكيرى، الذى انتقل من بازل مطلع العام الجارى إلى بايرن ميونخ الألمانى، ويصبح الأمل فى صنع لاعب مصرى بطراز عالمى.