فى ظل ظروف مأساوية تعيشها معظم القرى البحراوية من حيث تهالك وقلة المرافق وتدنى الخدمات، ضاعفت وزارة الكهرباء من هذا الألم، بحكمها على المواطنين فى عدد ليس بالقليل من قرى محافظة البحيرة، بأن يعيشوا فى الظلام الحالك لمدة 6 ساعات متصلة، تبدأ من المغرب، وتمتد حتى منتصف الليل، بشكل يومى منذ ما يزيد عن الشهر، مما يهدد حياة المرضى بسبب توقف العيادات، والصيدليات، والوحدات الصحية، والمراكز الطبية عن العمل، والسبب لدى الوزارة هو تخفيف الأحمال. أهالى قرية محرز بحوش عيسى، والقناوية، وكوم القناطر بمركز أبوحمص، وإبراهيم مسعود بدمنهور، وصيرة، والبسلقون بكفر الدوار، عبروا عن استيائهم من انقطاع التيار الكهربائى بشكل مستمر، وقالوا ل«الوطن» إننا نحاصر فى منازلنا يوميا على ضوء «الشموع، ولمبات الجاز»، ويفرض علينا حظر التجوال بسبب الظلام الدامس الذى تشهده قرانا، منذ المغرب حتى الثانية عشرة. وفى قرية محرز التى تبعد عن مدينة حوش عيسى 2 كيلو فقط، ويقطنها 500 مواطن، دأبت شركة الكهرباء على تخفيف الأحمال بهذه القرية الصغيرة كل يوم منذ شهر، بدءاً من المغرب حتى منتصف الليل، الأمر الذى أصاب الأهالى بغضب شديد واستياء أشد، من شركة الكهرباء، وجعلهم يعتقدون أن بينهم وبين الشركة «ثأرا»، بسبب هذا الانقطاع المستمر، وبحسب كلام ياسر عبدالعال -من الأهالى- فإنهم اعتادوا على تجهيز «الشموع ولمبات الجاز» يومياً، بعد أن كانوا استغنوا عنها منذ زمن، لكن الكهرباء أجبرتهم على العودة إليها مرة أخرى. ويتحدث عبدالستار رياض -من أهالى القرية- بألم وحزن، قائلاً: «إن المشكلة الأكبر فى أبنائنا الطلاب بالدبلومات، والكليات المختلفة، الذين يؤدون امتحاناتهم حاليا، وأيضا طلاب الثانوية العامة الذين يستعدون لامتحاناتهم الأسبوع القادم، فهؤلاء يضطرون للمذاكرة على لمبات الجاز، والشموع، إضافة إلى المشكلة الأهم والأخطر، وهى احتراق عدد ليس بالقليل من الأجهزة الكهربائية بالمنازل بسبب هذا الانقطاع، فهل هذا يليق بالمصريين بعد الثورة؟». ويضيف عبدالله مجاهد وحمدى وهدان -من أهالى القناوية- قائلاً: «إننا نعيش فى العصور الوسطى بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائى، خاصة بعد إعلان وزارة الكهرباء قرارها بتخفيف الأحمال، الذى يتحمل الريف المصرى النصيب الأكبر منه، وحتى بعد إعلانها عن وقف عملية تخفيف الأحمال بعد ابتكار تقنيات جديدة داخل محطات الكهرباء تعمل على تبريد الماكينات المولدة للطاقة فى فصل الصيف، لم يتوقف انقطاع التيار، كما لو أن قطاع الكهرباء حكم علينا أن نعيش فى الظلام». ويشير محمد السعيد -أحد سكان كوم القناطر- إلى أنه إذا كانت معظم القرى تعانى من الانقطاع المستمر للكهرباء، فإن قطاعاً كبيراً فى قرية «كوم القناطر» يعانى من انعدام التيار، وذلك بعد أن أعلنت الشركة رفضها توصيل الخدمة للمواطنين، معللة ذلك بأن المنطقة المحيطة بهم مملوءة بالآثار، وقال: «إن من سوء حظنا أن هذه المنطقة بالتحديد تفتقد للمرافق سواء كهرباء، أو مياه، أو حتى صرف صحى، كما تفرض هيئة الآثار حصاراً أمنياً على المنطقة التى نشك فى وجود آثار بها، فنحن نسكن هنا منذ عشرات السنين، وهناك جيران يتمتعون بجميع المرافق، إلا أننا حرمنا من هذه الخدمات بسبب وجودنا فى هذه البقعة بالتحديد». وقال صبحى خفاجة -أحد سكان صيرة- تعانى «صيرة» من مشكلة تكاد تؤدى إلى كارثة حقيقية، حيث إن المحول العمومى الموجود بجوار مدرسة صيرة به عطل فنى خطير قد يؤدى لحريق يهدد الوحدات السكنية هناك، مؤكداً أن المحول به خطأ فنى يتجاهله المسئولون بمحطة الكهرباء، ويتسبب فى تعطل جميع الأجهزة الكهربائية بشكل مستمر، كما يجعل جميع الأجهزة بها ماس كهربائى يصعق أطفالنا بالإضافة إلى الانقطاع المستمر للتيار. ويوضح عيد الجزار -من أهالى القرية- أن هذا يعد تصنيفاً عنصرياً، لأن الكهرباء فى جميع المدن لا يحدث بها هذا الشىء، فكيف يحدث فى قرية تعتبر من أكبر القرى القاعدية بمركز كفر الدوار، وبها منشآت تجارية وعيادات ووحدات طبية لا يستغنى عنها أى فرد موجود بالقرية؟! مشيراً إلى أن الأهالى تقدموا بعدة شكاوى إلى محطة الكهرباء لكن دون جدوى، كما أن الانقطاع المستمر للكهرباء بالقرية زاد فى الفترة الأخيرة خاصة مع دخول فصل الصيف، لافتا إلى أن الأهالى هددوا بأنهم فى حالة الانقطاع المستمر للكهرباء سوف يقومون بتسليم عدادات الكهرباء للمؤسسة التابعين لها غير مكترثين بتوصيل الكهرباء إلى منازلهم لأنهم يعتبرونها عديمة الفائدة ومجرد أداة لتحصيل الأموال دون تقديم الخدمة. ويتساءل عصام تعلب -أحد سكان قرية إبراهيم مسعود- إلى متى ستظل قرى البحيرة مهمشة ولا يهتم بها أحد؟ فنحن نعانى من انقطاع الكهرباء المستمر الذى يحرمنا وأبناءنا من الخروج إلى الشارع ليلاً.