تنشر "الوطن" نص الكلمة الكاملة للدكتور خالد علم الدين، مستشار الرئيس السابق، عضو الهيئة العليا لحزب النور، في مؤتمر إنقاذ مصر بجامعة عين شمس، والذي دعا إليه الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة اليوم "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. اللهم لك الحمد أن هيأت لمصر ثورة أزاحت بفضلك عنها عقودا من الظلم والظلام والفساد اللهم لك الحمد أن سخرت لمصر رجالا وشبابا ونساء من المخلصين من أبنائها كانت ولازالت بغيتهم الحرية والعدل والكرامة الانسانية والعيش الكريم. هؤلاء المخلصين من أبناء مصر هم الذين قامت عليهم ثورة مصر العظيمة، وهم من ستقوم على سواعدهم مصر العظيمة ان شاء الله فتتبوأ مكانتها التى تستحقها بين الأمم، وينال الانسان المصري حقه فى الحرية والعيش الكريم بل والرفاهية.حيث يستحق هذا المواطن المصري الطيب البسيط أن يحيا عزيزا كريما واعيا ايجابيا مشاركا. السيدات والسادة.. أيها الحضور الكرام باسمي وباسم حزب النور اتقدم بخالص الشكر والتقدير الى حزب غد الثورة وعلى رأسه الدكتور أيمن نور ولفريق العمل صاحب الفكرة وراعي ومنفذ هذا المؤتمر الناجح إن شاء الله ولعل عنوان المؤتمر "إنقاذ الاقتصاد المصري" هو أبلغ إشارة الى ما يستوجب علينا جميعا تبنيه والعمل من أجله. فنحن عندما نتحدث عن الاقتصاد المصري .. نتحدث عن مواطن بسيط قست عليه حياته وأصابته الحاجة والعوز، فصار يتكفف حياته. ونحن عندما نتحدث عن الاقتصاد المصري.. فإننا نتحدث عن امرأة معيلة وشاب معطل وطفل مشرد. كل هؤلاء من أهلنا يضعونا أمام مسئولية عظيمة تستوجب علينا التضافر والتعاون وترك الخلاف والتناحر من أجل انقاذ الاقتصاد المصري الذي لا يخفى حاله على أحد. ولعلي لا أكون مبالغا إذا قلت أن مفهوم الاقتصاد الأخضر والاستثمار البيئي هو مفهوم جديد فى مصر، فطالما ارتبط العمل البيئي فى مصر بتلوث الهواء والسحابة السوداء، ولم يتم التأصيل الى الارتباط الوثيق بين البيئة وصحة الانسان المصري .. ومليارات تنفق سنويا على العلاج من أمراض ما كانت لتحدث لو تم تفعيل العمل البيئي بمفهومه الصحيح. إننا فى حزب النور نولي اهتماما بالغا بملف الاقتصاد المصري ، ونسعى لتكوين رؤية مستقبلية شاملة فى إطار التنمية المستدامة التى تحقق أحلام الأجيال الحالية مع الحفاظ على حظوظ الأجيال المستقبلة فى التنمية والرفاه. نحن الآن نؤسس لأن يكون الاقتصاد الأخضر حيث التخطيط للاستثمار وتحقيقه يتمان فى إطار الحفاظ التام على مقومات البيئة وصحة وحياة الانسان. ولأن نجذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية الى الاستثمار فى المجالات البيئية ومنها مشروعات لتدوير القمامة والاستفادة منها فى توليد الوقود سواء على شكل سولار أو غاز طبيعي. ومنها مشروعات تنمية المحميات الطبيعية والاستثمار بها، تلك المحميات بالإضافة إلى كونها هبة جمالية من الخالق عز وجل، فإنها تعد مصدرا هائلا معطل للأسف، للدخل القومي المصري. ومها استخدام مياه الصرف، التي تعد مشكلة تعاني منها الحكومات المتعاقبة، بل ويتم تصريف بعضها في مجرى النيل، هناك مشروعات لاستخدام تلك المياه في استزراع غابات شجرية مثل الجيتروفا والجوجوبا حيث تستخدم فى استخراج الوقود الحيوي وتساعد فى تنقية الهواء وانتاج الأكسجين حول المدن. ومنها الاستخدامات المتعددة للطاقة الجديدة والمتجددة سواء على مستوى المشروعات القومية العملاقة أو على المستوى الاستثماري الصغير والمتوسط والعديد العديد من نواحى الاستثمار البيئي الذي يوجهنا الى ضرورة تناول مسألة الاقتصاد من وجهات نظر متعددة يدخل ضمنها آفاق جديدة لثروات وموارد أهملت لعقود طويلة. إننا على قناعة تامة أن مصر غنية جدا بثروتها البشرية أولا، وبثروات طبيعية لا تعد ولا تحصى، فقط يتبقى الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا، ومن قبل ذلك إخلاص النية والتعاون والتناغم فيما بيننا، فنحن كلنا، وأكرر كلنا أخوة وشركاء في وطن واحد يضمنا. وفي الأخير أدعو الله عز وجل أن يهيئ لمصر أمر رشد يقيلها من عثرتها، وأن يجمع أهلها على كلمة سواء وأن يوفق ويسدد خطى كل من يسعى إلى بناء وتنمية وطننا الغالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".