«224 ساعة، 40 ضابطاً، 250 مسجلاً».. أرقام فى رحلة البحث عن المتهمين بقتل أمين الشرطة «رأفت السيد نبيل»، حارس محافظ البنك المركزى هشام رامز، أعلى الطريق الدائرى بمنطقة صفط اللبن، التى انتهت بالقبض على المتهمين داخل منزل المتهم الرئيسى بنفس المنطقة. الجريمة التى ظلت غامضة لعدة أيام، وقعت فى الساعة السادسة و50 دقيقة من صباح يوم الأربعاء 13 فبراير الجارى، أطلق المتهمون خلالها 33 طلقة فى الهواء وقتلوا أمين الشرطة وسرقوا سيارة محافظ البنك المركزى وأخرى جيب شيروكى مملوكة لأحد المواطنين. انتقلت المباحث إلى مسرح الجريمة فى الساعة السابعة والنصف.. كما انتقلت النيابة إلى مسرح الجريمة. الأهالى يصفون الجريمة للمباحث «فيلم أكشن»، وأيضا تحدثوا عن السيارة التى كان يستقلها المتهمون «ماركة برادو» تحمل لوحات جمرك.. ومن هنا ظهرت بداية الخيط للقبض على المتهمين. «كانوا ملثمين»، هكذا أكد شهود العيان للمباحث التى رجحت كونهم أعضاء فى تشكيل عصابى ارتكب وقائع مماثلة فى منطقتى الدقى والعجوزة. وأدلى الضحايا بأوصاف قريبة من أوصاف السيارة التى كان يستقلها المتهمون فى حادث الاعتداء على سيارة محافظ البنك المركزى. اللواء سيد شفيق، مدير مباحث الوزارة، تلقى تقريراً بما توصلت إليه المباحث، فعقد اجتماعاً مع اللواء كمال الدالى، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء طارق الجزار، نائب مدير الإدارة، واللواء محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، ناقش خلاله دافع ارتكاب الواقعة وأسلوب المتهمين فى ارتكابها، وكلف ضباط المباحث بضبط وإحضار المتهمين وكشف ملابسات الحادث.[Image_2] اختار اللواء محمود فاروق فريقاً من ضباط المباحث ضم العميد جمعة توفيق، رئيس المباحث الجنائية لقطاع الغرب، والمقدم أحمد الدسوقى، رئيس مباحث بولاق الدكرور، والنقيبين حسام العباسى وكريم فوزى معاونى مباحث الهرم، واستهدفت الخطة فحص المسجلين خطر فى المنطقة والعديد من المحافظات والتشكيلات العصابية المعروف عنها ارتكاب جرائم مماثلة. بدأ فريق العمل فى رحلة البحث عن التشكيلات العصابية، وتحركت قوات من المباحث فى مناطق إمبابة والعمرانية والعجوزة والدقى والصف لفحص المسجلين خطر والتشكيلات، بالإضافة إلى فحص جراجات السيارات بتلك المناطق ومناقشة أصحابها، وفحص السيارات للبحث عن مواصفات سيارة محافظ البنك المركزى. «18 ساعة يومياً» من العمل الدءوب حتى تمكنت فرق البحث من القبض على تشكيل عصابى بمنطقة إمبابة مكون من 3 مسجلين خطر اعترفوا بارتكاب قرابة 12 واقعة سرقة سيارات بالإكراه فى القاهرة ونفوا صلتهم بواقعة محافظ البنك. عاد فريق البحث إلى عمله مرة أخرى، وقامت المباحث بفحص عدد كبير من المسجلين خطر وأصحاب الجراجات فى محافظة القليوبية والإسكندرية والقاهرة الكبرى، وأثناء ذلك الفحص توصلت المباحث إلى «تاجر هيروين» قال إن سيارة محافظ البنك المركزى تم عرضها عليه لشرائها من قبل أحد الأشخاص ويدعى «فجلة»، وإنه لا يعرف أى بيانات عنه غير اسم شهرته. حصل الضباط على أوصاف «فجلة»، وتم فحص قرابة 150 مسجل خطر، وفى اليوم الثالث تلقى اللواء محمود فاروق من اللواء محمد القصيرى، مدير مباحث القليوبية، معلومات بقيام تشكيل عصابى بارتكاب جريمة فى وقت معاصر بمنطقة بهتيم بالقليوبية، وبنفس الأسلوب الذى ارتكبت به جريمة «محافظ البنك المركزى».. بدأت المباحث فى تكثيف جهودها، واستعرض اللواء محمود فاروق ما توصلت إليه المباحث مع اللواء أحمد حلمى، مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام، واللواء سيد شفيق.. وانتهى الاجتماع إلى أن صاحب السيارة التى استخدمها المتهمون فى ارتكاب الواقعة مسجل خطر يدعى «هانى» سبق اتهامه فى 15 قضية اتجار مخدرات وحيازة أسلحة نارية. توصلت المباحث إلى وسيط كان يبيع سيارة محافظ البنك فى اليوم الرابع من البحث، أدلى بأوصاف المتهم الرئيسى وقال إنه لا يعرف سوى أنه يقيم فى منطقة كفر طهرمس ببولاق الدكرور. هنا شكل اللواء طارق الجزار، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، فرقاً من الضباط للبحث فى الشقق المفروشة والإيجارات الجديدة.. وتم تقسيم المنطقة على 12 ضابطا، وظل فريق البحث فى فحص شقق الإيجار الجديد حتى 6 أشهر قبل الحادثة، حتى تم تحديد محل إقامة المتهم فى اليوم الخامس من الواقعة «فجر الاثنين»، وتبين أن المتهم هو وشقيقه كونا تشكيلا عصابيا من 8 مسجلين خطر، من بينهم 4 هاربين من أحكام بالمؤبد والإعدام، وحددت المباحث هوية المتهمين فى الواقعة وأماكن إقامتهم والسيارات التى تمت سرقتها. وانطلقت قوة من مباحث الجيزة وضباط العمليات الخاصة فى تمام الساعة الواحدة من فجر الثلاثاء إلى منزل المتهم وداهمت المنزل وألقت القبض عليه وعثر معه على كمية من الأسلحة والذخيرة، وأيضا 26 هاتفا محمولا ومبلغ 27 ألف جنيه، واعترف على باقى التشكيل ومكان السيارات المسروقة. تمت إحالة ملف القضية إلى المستشار أحمد البحراوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، وتولى التحقيق فيها فريق من نيابة الحوادث ضم أسامة حنفى، رئيس النيابة، ومحمد حلمى ومحمد علوانى، وكيلى النيابة، وحرزت النيابة المضبوطات، وسجلت اعترافات المتهمين بالواقعة.