قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن صبر الجيش بدأ ينفد من الرئيس وجماعته، وإن قادة الجيش بدأوا ينتقدون سياساته سراً وعلناً، ويطلقون تهديدات مبطنة باحتمال استعادة الحكم، على طريق انقلاب وصفته بأنه «شر لا بد منه». وأضافت: «هذا التحول فى موقف الجيش يأتى فى الوقت الذى يئس فيه كثير من المصريين من حل وشيك للخروج من المأزق السياسى بين الرئيس وجماعته من جهة، والمعارضة العلمانية والليبرالية من جهة أخرى، ما أدى لانتشار الفوضى والجريمة وتدهور الاقتصاد». ونقلت الوكالة عن الباحث بمؤسسة سينشرى الأمريكية مايكل حنا، قوله: «إن الجيش لا يسعى لزعزعة استقرار الحكم المدنى، ولكنه لن يقف مكتوف الأيدى، عندما تصل البلاد إلى نقطة اللاعودة فى طريق الحرب الأهلية». وأشارت إلى أن آخر حلقات الخلاف بين الجيش والرئاسة بدأ بشائعة عن نية مرسى إقالة الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، الذى أغضب الرئيس بتصريحاته الشهر الماضى، عندما أشار إلى استعداد الجيش للتدخل محذراً من أن الدولة ستنهار إذا لم يتم إيجاد حل للأزمة السياسية، وتحدث عن المعضلة التى يواجهها الجيش فى الموازنة بين مهمته فى حماية المنشآت الحيوية، وعدم إيذاء المتظاهرين السلميين فى الوقت ذاته. وأضافت الوكالة أن شائعة عزل السيسى ربما كانت مجرد فقاعة اختبار أطلقها الإخوان لقياس رد فعل الجيش والرأى العام. فيما اكتفى الجيش بتصريحات لمصدر عسكرى مجهول هدد بأن أى محاولة لإقصاء قادته سيكون «انتحاراً» للنظام، وسرعان ما أصدر مكتب الرئيس بيانا لتهدئة الجيش مجددا ثقته فى السيسى. وقالت إن الجيش أحرج الرئيس علنا عندما قرر قادته عدم فرض حظر التجول ليلا فى مدن القناة، وإن مرسى والإخوان -منذ البداية- لا يريدون للجيش أن يلعب أى دور سياسى، ولكن هذا لم يمنع السيسى من توجيه دعوة للقوى السياسية لمأدبة غداء، لنزع فتيل الأزمة بشأن الإعلان الدستورى الصادر فى نوفمبر الماضى، ولكنه تراجع قبل ساعات من بدء الاجتماع، تحت ضغط الجماعة.
