استمرت وزارة الداخلية في نهج العنف والتعذيب بحق المواطنين، وإهانة الكرامة الإنسانية، بأسلوب ممنهج، رغم مرور عامين على الثورة، التي كان من أسباب تفجرها انتهاكات الداخلية، واستخدام السلطة والنظام الحاكم بطش الأمن كدرع يحميها من الشعب. انتهاكات الشرطة، كانت أهم محاور المؤتمر الذي نظمته "حملة وطن بلا تعذيب"، بنقابة الصحفيين مساء أمس، عرضت من خلالها نماذج من ضحايا التعذيب والعنف علي يد وزارة الداخلية. كان أبرز ما أشار إليه المؤتمر، في سرده لتجاوزات قوات الشرطة، المنهجية في التعذيب، باشتراك جميع الأجهزة الأمنية، بداية من التعذيب داخل قسم الشرطة، وقوات الأمن المركزي، ودور جهاز الطب الشرعي في خدمة رجال الشرطة في إخفاء أدلة التعذيب. حضر المؤتمر، والدة خالد سعيد، حيث تم سرد نماذج التعذيب، خلال فترة حكم الرئيس المخلوع، حيث قالت: "ربنا ليه حكمة علشان نعرف الناس دي علي حقيقتها، والناس اللي بتقول موت ابنك جابلنا الإخوان، أقول ليهم أبدا، دا ربنا فضحهم وكشفهم، وعرفنا هما إيه، وربنا هينصرنا بإذن الله". وأوضح محمود البكري، محامي قضيتي خالد سعيد، وسيد بلال، كيف يتم التعاون بين قوات الشرطة ومؤسسة الطب الشرعي " بعد أن يتم التعذيب والقتل والتشوية للضحية، يأتي دور مؤسسة الطب الشرعي، لتمارس مهامها في طمس الحقائق، وإهدار أي دليل يثبت تعرض الضحية للإيذاء أو التعذيب". كما تناول "البكري" ترتيب وتوزيع المهام بين الشرطة والطب الشرعي، حيث تقوم قوات الشرطة بتشويه الضحية، على المستوى الجسدي، ثم تشويه صورته أمام الرأي العام، ليأتي دور الطب الشرعي ليؤكد ذلك. وتأكيدا على استمرار نفس النهج في التعذيب، والاعتقال العشوائي، بعد الثورة، قال والد أحمد محمود "أحد ضحايا التعذيب بعد الثورة"، "لم يتغير شئ بعد الثورة، الظلم مستمر، امتى الناس هتفوق، عند تغسيل جثة ابني، اكتشفت أن فيه أعضاء مختفية، عينه، وعنده نزيف داخلي، وكيل النيابة قال لي ادفن ابنك واحنا هنجبلك حقك، وفي النهاية طلع التقرير إنه غريق، ورفضوا التشريح، وقالوا مفيش جدوى من التشريح". تضيف والدته: "خدوا ابني وعذبوه بدون وجه حق، وموتوه ورموا جثته في الميه، وخدوا أعضاءه".