سيطرت الأزمات التنظيمية التى تعانى منها بولندا وأوكرانيا على كواليس انطلاق بطولة كأس أوروبا لكرة القدم وحفل الافتتاح الذى أقيم أمس على الملعب الوطنى فى العاصمة البولندية وارسو، وتختتم يوم الأول من يوليو المقبل فى كييف عاصمة أوكرانيا. ويعانى البلدان المضيفان من أزمات تنظيمية، أهمها العنصرية وانتشار بيع التذاكر فى السوق السوداء وانتشار السياحة الجنسية، فضلا عن الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الأزمة السياسية بعدما أعلن زعماء بعض الدول العظمى مقاطعتهم للبطولة بسبب غياب الديمقراطية عن أوكرانيا. وأعلنت المستشارة أنجيلا ميركل مقاطعتها ل«يورو 2012» فى أوكرانيا للضغط على حكومة كييف لإطلاق سراح زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو التى تقضى عقوبة السجن لإدانتها باستغلال النفوذ والإضرار بمصالح أوكرانيا، وتضامنت معها الحكومة الفرنسية الجديدة، حيث أعلنت فاليرى فورنيرون وزيرة الشباب والرياضة الفرنسية أن حكومة بلادها ستقاطع البطولة ولن يسافر أى من أعضاء الحكومة إلى أوكرانيا لحضور المباريات، ردا على انتهاكات أوكرانيا لحقوق الإنسان، وأعلن الرئيس الفرنسى الجديد فرانسوا أولاند مقاطعته أيضا بالتأكيد على أنه لن يسافر إلى أى مباراة تقام فى أوكرانيا. وتتمثل الأزمة الثانية فى العنصرية، حيث حذرت منظمة العفو الدولية من أن أوضاع حقوق الإنسان فى بولندا وأوكرانيا، تثير القلق، وقال فولفجانج جرينز السكرتير العام للقسم الألمانى ب«العفو الدولية»، فى مقابلة مع مجلة «11 فريوندى» الألمانية الرياضية، إن العفو الدولية تلقت خمسة آلاف بلاغ حول سوء معاملة أو تعذيب فى أوكرانيا، خلال عام 2010 فحسب، لكن بولندا هى الأخرى تواجه انتقادات فى مجال حقوق الإنسان، ولاسيما ما يتعلق بكراهية الأجانب. فيما دعت منظمات يهودية غير حكومية مشجعى البطولة إلى مقاطعة مطعم فى مدينة ليفيف الأوكرانية على خلفية تشغيله أغنية «مناوئة للسامية»، ووصف عدد قليل من اليهود المقيمين فى «ليفيف» ما يقوم به المطعم باعتباره إهانة وسخرية، خاصة أنها المدينة التى شهدت استئصال الجالية اليهودية خلال المحرقة. من جانبها، حرصت الحكومة البولندية على نبذ العنصرية على مدار الأيام الماضية، حيث قام رئيس الوزراء البولندى دونالد توسك بزيارة أول نائب أسود فى البلاد وهو جون جودسون، وجاءت هذه الزيارة بعدما تسبب برنامج بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) فى إثارة ضجة عندما عرض مشاهد العنصرية فى المدرجات البولندية والأوكرانية وأظهر لاعب الكرة الإنجليزى السابق الدولى سول كامبل يحذر المشجعين بعدم حضور المباريات. وقال البولنديون إن البرنامج الوثائقى مبالغ فيه ولكن الحوادث العنصرية وقعت فى السنوات الأخيرة فى الدولتين المضيفتين. وحرصت اللجنة المنظمة على استضافة إمام مسجد وقس مسيحى وحاخام يهودى فى افتتاح الملعب الوطنى بوارسو قبل انطلاق البطولة بأسبوعين، ومارسوا كرة القدم على الملعب لنبذ العنصرية. أما الأزمة الأمنية، فقد هددت الشرطة البولندية بمدينة «كاركوف» مثيرى الشغب من أى محاولات قد تؤثر على البطولة، واستعدت الشرطة لحماية الجماهير بصفة عامة والجماهير الإنجليزية بصفة خاصة التى تواجه تهديدات «العنصرية»، وينوى جنود الشرطة استخدام المسدسات التى تحتوى على رصاص حى، وكلاب مدربة، وخراطيم المياه لمواجهة أى خطر قد يواجه الجماهير. وحذرت الصحف البولندية من أى محاولات شغب، مؤكدة أن الشرطة البولندية لديها خبرة كبيرة فى التعامل مع «مثيرى الشغب»، وأنها لن تتهاون فى التعامل بأشرس الطرق إذا لزم الأمر. وبالنسبة لأزمة التذاكر المزورة، حذرت إدارة حماية المستهلك فى كل من بولندا وأوكرانيا بالتعاون مع منظمة رقابة المبيعات عبر الإنترنت، الجماهير الوافدة إلى البلدين لحضور المباريات، من الوقوع فى فخ شراء التذاكر من مواقع غير مرخصة، حتى لا ينفقون أموالهم فى أوراق غير رسمية لا طائل من ورائها، حيث إنها تذاكر وهمية لا يمكن حضور المباريات بها. وكشفت الإدارة خلال الأسبوعين الماضيين عن أكثر من 94 موقعا غير مرخص لبيع تذاكر غير رسمية لمباريات البطولة بطريقة غير قانونية، وهو ما دعا اللجنة المنظمة لطلب تكثيف حملة التحذيرات، والتأكيد على أن شراء التذاكر يجب أن يكون من خلال القنوات الرسمية للبطولة. وحاولت الحكومة الأوكرانية عمل حملات إعلانية لتخفيف اعتراضات السيدات وأزمات السياحة الجنسية، بعدما اعترضت منظمات نسائية هناك على إقامة البطولة.