هدوء وتركيز يسيطران على المقاهى والكافيهات فى مختلف المناطق، استعدادا لبدء مباراة افتتاح بطولة كأس الأمم الأوروبية "اليورو"، شاشات عرض.. وعمليات تنظيف.. وتنسيق كراسى وترتيب "ترابيزات"، كلها مشاهد تعكس أحوال المقاهى تمهيدا لاستقبال "الزبائن"، الذين اعتادوا مشاهدة المباريات المهمة وخاصة البطولات الأوروبية لكرة القدم، على العكس تماما من انشغال ميدان التحرير بثوارة المشاركين فى مليونية الإصرار، المتزامنة مع مباراة افتتاح "اليورو". الوضع فى الأماكن الشعبية أقل اهتماما بالحدث عن المناطق الراقية، معظم "القهاوى" لاتعرض المباراة، لأنها غير مشتركة فى باقة قنوات الجزيرة الرياضية المختصة ببث "الماتش"، والباقى يعتمد على شاشات العرض العادية. "العدة بتاعة المكان تكفى، إلا إذا العدد زاد.. وقتها بيكون فيه كراسى إضافية" هكذا قال محمود علاء- مشرف شيفت بإحدى الكافيهات، مؤكدا أن محاسبة الزبائن على المشاريب تختلف من مكان لآخر، "علاء" قال أنه اعتاد على بقاء أسعار المشاريب كما هى فى أوقات "الماتشات"، للمحافظة على الزبون و "تسييط" المكان، فى حين هناك أماكن تستغل "اليورو" لزيادة مكسبها. "علاء" يرى أن بعض الاماكن تعمل بنظام "المينى تشارج".. بمتوسط 15 جنيها للفرد، لكن محمد- عامل بقهوة أهلاوى يقول عن الأسعار "كل قهوة ولها نظامها"، وأن قهوته تحاسب الناس بالسعر العادى فى وقت المباريات أو غيرها، لأنها قهوة سوق- حسب قوله، أحد الجالسين على القهوة استبعد حاجتها لإمكانيات إضافية، قائلا "كل زبائن القهوة دى ولاد بلد ومن أولاد الحتة"، فمثلا الشاى أو المعسل ثمنه جنيه واحد، والقهوة جنيهان- حسب كلامه. المواطنون فى بيوتهم محتارون بين متابعة "الماتش" او مراقبة أحداث ميدان التحرير وتطورات الأحداث السياسية، وفى شارع فيصل الاهتمامات مادية بحتة، المقاهى والكافيهات تخصص "تعريفة" موحدة فى توقيت مشاهدة المباراة لكل زبائنها، الحاج "سيد" يشترط توزيع "كانز" بيبسى لكل متفرج.. ثمنه خمسة جنيهات، بجانب المشاريب العادية، وفى كافيه "بيرل" بالدقى، يقدم المكان عرض خاص بمناسبة "الماتش"، "بيبسى" مجانا مع كل واحدة بيتزا. الكافيه علق أعلام أوربية استعدادا لاستقبال مباريات بطولة "اليورو"، ماهر ممدوح- مسئول وردية، يقول "القصة كلها فى تشكيلة القعدة، وتخصيص أماكن الناس الحاجزين مقدما وأماكن الناس التانية"، "ممدوح" لايتوقع الازدحام فى أولى المباريات، مؤكدا رواد المكان أغلبهم من الشباب والموظفين، لكن الكافيه لديه كراسى "استبن" تكفى أى إقبال غير متوقع، زميله مصطفى حسنى، قال أن الذروة تبدأ قبل المباراة بنصف ساعة، ولكن الزحمة الحقيقية تكون فى مباريات الدور ال16 وال 18، ووقتها الاستعدادات تزداد بالتأكيد- حسب قوله، مضيفا "نتمنى أن أحداث البلد والانتخابات ما تضرش برغبة الناس فى متابعة البطولة".