على ناصية شارع الفلكى بوسط البلد تقع قهوة الندوة الثقافية ، أسعار المشاريب عادية ، لكن نوعية الزبائن مختلفة تماما، فلها طابع خاص تنفرد به بين كل المقاهى. كانت فى فترة الستينيات ملتقى لمشاهير الادب والثقافة والفن، وكانت اسما على مسمى بمعنى أنه كانت تقام فيها ندوة أسبوعية ولذلك اشتهرت وسط عدد كبير من الموهوبين والمثقفين والناس اللى عندهم دماغ ، فهل حافظت على هذا الدور القديم؟ يحكى لنا عم أحمد حامد (55سنة) وهو أقدم العاملين فى المقهى أن الكاتب علاء الأسوانى هو آخر واحد عمل ندوة فى القهوة ، وكانت من سنة ونصف وقبل كده من 30 سنة كان من اهم الزبائن نجيب محفوظ وجمال الغيطانى ويوسف القعيد والفنان احمد زكى والفنان يحيى الفخرانى لكن الآن الحياة اختلفت، وانتهت حكاية الندوات علشان كل واحد من المثقفين شاف حاله ولا واحد فاضى يقعد مع الشباب الصغير ويوعيه زى زمان، ومع ذلك احنا حافظنا على روح القهوة واسمها وطبعها، يعنى اهم حاحة عندنا الهدوء ولذلك القهوة ليس فيها تليفزيون، بس عندنا راديو قديم نقوم بتشغيله فى الصبح على اذاعة القرآن الكريم علشان البركة، وكمان لا توجد طاولة ولا دومينو، ولا اى ترفيه، وطبعا الزبائن أغلبهم مثقفين وشباب وصحفيين ومحامين . ويقول على أحمد( 28سنة) يهوى الشعر وهو فى الاصل موظف فى شركة قطاع خاص وأحد زبائن القهوة : انا واصدقائى نلتقى هنا كل يوم خميس ونقعد نتكلم فى أى موضوعات هامة ودى القهوة المفضلة عندنا نظرا للهدوء بسبب طبيعة المكان نفسه، لكن للأسف احنا جيل قليل الحظ لأننا محرومين من اللقاءات المباشرة اللى كانت ممكن تقربنا من الكتاب الكبار مثلما كان يحدث فى الماضى عندما كانت قهوة مثل الندوة اقصر طريق للتلمذة على يد الكبار.