أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الوحدة في الإسلام أمر مقدس لا يمكن التنازل عنه، بل هو أحد أهم الرسائل التي جاء بها الإسلام، محذرًا في الوقت نفسه من أي تجاوز لتلك الوحدة أو محاولة للخروج عليها. وقال الطيب، في بيان له، إن هدي الرسول كان وحدة الأمة الإسلامية، ولابد أن يراعي كل داعية مسلم تلك الوحدة، فهي أمر مقدس في الاسلام، وكل من يضرب تلك الوحدة آثم ومعتدٍ على الإسلام والمسلمين، مشيرًا إلى أن الكارثة التي يجب تفاديها بكل الطرق هي التفتت بين المسلمين. وأوضح أن دعاوى الفرقة والخلاف ليست على غير علم، بل مقصودة وتهدف لكسر الوحدة بين المسلمين، والإسلام أمرنا بالابتعاد عن تلك الدعوات، والرسول أكد أن من يعبث بتلك الوحدة من أهل النار، وقال في حديث شريف إن "هناك قوم من جلدتنا، يقولون كلاما لو أطاعه الناس سيلقي بهم في النار". ونصح شيخ الأزهر بالاعتصام بجماعة المسلمين وإمامهم والالتزام بما يقومون به، والابتعاد عن الشذوذ والفرقة، مستشهدا بقول الرسول: "من شذ في النار"، ومشيرًا إلى أن كل حاكم إسلامي وكل علماء الأمة يعدون أئمة يجب أن يتبعهم المسلمون. وتابع أن من يريد تحويل المسلمين إلى مذهب واحد بدلا من المذاهب الأربعة، هو في الواقع يدعو لشق وحدة الصف، فجماعة المسلمين هم الذين يدينون بالمذاهب الأربعة، أما الداعي لفرقة واحدة، منكرا باقي الفرق هو داعٍ للخروج على جماعة المسلمين، والذين يريدون إخراجنا من وضع الجماعة يريدون إلقاءنا في النار، فقد فقال الرسول إن "من خرج عن الجماعة شبرا ومات، فقد مات ميتة الجاهلية". ودلل الإمام الأكبر على ضرورة الوحدة بقول الرسول: "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، وما اختلفتم فيه فقوموا عنه"، وهو ما يعني أن أي اختلاف في تفسير القرآن غير محمود ويجب الابتعاد عنه، كما أن قصة سيدنا موسى مع هارون والسامري، حينما أضل الأخير بني إسرائيل بعجل من الذهب فعبدوه بعد أن ذهب سيدنا موسى لملاقاة ربه، فلم يتركهم هارون خشية تفرقهم، وقدَّم الوحدة على العقيدة. ولفت إلى أن سبب قوة إسرائيل هو ضعف العرب وتشرذمهم، وما يقال عن وحدة الوطن يقال عن الإسلام، ولو أصبحت أمة الإسلام على قلب رجل واحد لخشيها العالم وأقام لها الحساب والتقدير.