«حسن شعبان إبراهيم» و«مصطفى خليفة فايز».. شابان ساقهما القدر إلى منطقة سيدى جابر أثناء اشتباكات الأمن والمتظاهرين يوم الجمعة 8 فبراير، فآثرا السلامة وحاولا الابتعاد عنها، لكنهما أخفقا فاعتقل حسن ونقل لسجن الغربانيات ليموت هناك بعد أن رفضت إدارة السجن إعطاءه الدواء، فيما احترق وجه مصطفى بعد أن أصيب بقنبلة غاز مشتعلة.. «الوطن» فتحت ملف «حسن ومصطفى». تقول «جمالات» شقيقة حسن: «أخويا راح يجيب دوا السكر من صيدلية فى سيدى جابر، الحكومة قبضت عليه ورمته فى السجن ومنعته ياخد الدوا عشان ما عندهاش تلاجة تشيل فيها الأنسولين، ولما مات المأمور إدى أمى 100 جنيه تعويض، كأن أخى بيساوى عندهم 100 جنيه، حسبى الله ونعم الوكيل». وأضافت: «حسن كان وحيد أمى على تلات بنات، وكنت أقرب إخواته ودايما كان حظه قليل فى الدنيا، كان بيشتغل فران بس كانت صحته تعبانة عشان كان مصاب بالسكر والقلب، فكان عايش مع أمى وهى اللى كانت بتصرف عليه، وحتى لما اتجوز ربنا ما أقدرلوش يبقى عنده أولاد أو يكون سعيد فى حياته». ونفت جمالات مشاركة شقيقها فى الاشتباكات، وقالت: «أخويا عمره ما كان له فى المظاهرات.. والجمعة الماضى راح سيدى جابر عشان يجيب الأنسولين من صيدلية كبيرة فى سيدى جابر، وبعد ما اشترى الدوا راح يركب الميكروباص فالحكومة قبضت عليه وودته السجن». وأضافت أن والدته سارعت إلى سجن الغربانيات لإعطائه الأنسولين بعدما طلب من المحامية إبلاغهم بحاجته إليه، ففوجئت بارتدائه «البدلة الزرقاء» بدلة المحكوم عليهم رغم حبسه احتياطيا، وقالت: «إدارة السجن رفضت أخذ دواء الأنسولين، وتحججت بعدم وجود ثلاجة لحفظ الدواء، وكانت النتيجة وفاة أخى». وأضافت شقيقة حسن: ذهبت والدتى إلى النيابة لتقديم طلب بالكشف على أخى والسماح له بالحصول على الدواء، فوجدت مأمور السجن، وقالت: «المأمور كلمها بطريقة كويسة على غير العادة وقال لها أقعدى يا حاجة تحبى تشربى حاجة ساقعة، فقالت له شكرا يا بنى لو عايز تخدمنى بجد اسمح لى أدى الدوا لابنى، راح قالها أنا عايزك تتماسكى يا حاجة ابنك مات، وراح مطلع 100 جنيه وادهالها وقالها دى مواصلاتك». من جهته، قال محمد حافظ، الناشط الحقوقى إن أسرة المتهم عند مناظرته أكدت أن بجسده آثار ضرب. مصطفى ضحية ثانية لاشتباكات سيدى جابر، روى ل«الوطن» تفاصيل ما جرى له، قائلا: «مرسى هو السبب فى اللى حصل لى، حكومته عمالة تضرب فى الشباب فى الشوارع». وأضاف «مصطفى»: لم أشارك فى مظاهرات الجمعة الماضى، وكنت عائدا من عملى «نجار» إلى منزلى بمنطقة سيدى جابر بجوار المنطقة الشمالية، ولما وجدت الاشتباكات سرت من شارع جانبى حتى لا أمر عليها، ففوجئت بهروب المتظاهرين من نفس الشارع وخلفهم قوات الأمن بعد لحظات معدودة أمسكت النار برأسى وشعرى ووجهى، بعد ارتطام قنبلة غاز فى وجهى. وقال «مصطفى» إنه أصيب بحالة نفسية سيئة بعد ما نظر إلى المرآة ووجد وجهه محروقا بنسبة 70%، حسب التقرير الطبى من المستشفى الرئيسى الجامعى «الأميرى». وأضاف: «حسبنا الله ونعم الوكيل فى مرسى وحكومته وجماعته انتخبناه علشان يصيبنا بعاهة تفضل معانا طول العمر ياريتنى كنت مت وما أعيش طول عمرى ووجهى مشوه». وقال: «حياتى وحياة أسرتى كلها اتدمرت، أنا بشتغل على باب الله، اليوم اللى مش بخرج فيه علشان أشتغل مفيش لقمة فى البيت ناكلها، والدى توفى منذ خمس سنوات وأنا عائل الأسرة الوحيد وبصرف على أمى وإخوتى الاثنين وربنا اللى عالم بحياتنا ماشية إزاى ومش عارف حاصرف على إيه دلوقتى على علاجى ولا على العيشة الصعبة اللى إحنا عايشنها؟». وأكد مصطفى أنه لن يتنازل عن حقه، قائلا: «زى ما الدولة والداخلية أصابتنى لازم تجيب لى حقى وتعوضنى على العاهة اللى فى وجهى بس اللى ملهوش ظهر فى الزمن ده لازم يضرب على بطنه، شيلنا ديكتاتور وجيبنا ديكتاتور أكثر، افتكرنا إن مرسى جاى علشان البلد تتعدل ويتصلح حالها». من جهتها، قالت والدة مصطفى ل«الوطن»: أنا منعت ولادى من المشاركة فى المظاهرات بعد إصابتهم عدة مرات ولكن المظاهرات جت لحد عندنا وقدام بيتنا وكان قلبى حاسس باللى حيحصل ومش عارفين دلوقتى نعمل إيه نصرف على أكلنا ولا على علاج ابنى من الحروق؟