تظاهر الآلاف من أنصار المعارضة البحرينية، اليوم، في البحرين عشية الذكرى الثانية لانطلاق الاحتجاجات في المملكة، فيما سجلت مواجهات مع الشرطة في بعض القرى الشيعية القريبة من المنامة. وتظاهر الآلاف رافعين أعلام البحرين وشعارات مناهضة للسلطة في 12 بلدة وضاحية ذات غالبية شيعية في محيط مدينة المنامة وفي جزيرة سترة القريبة. ولبى هؤلاء دعوة الجمعيات المعارضة، وعلى رأسها جمعية الوفاق الشيعية، ضمن سلسلة من المظاهرات اليومية استعدادا لذكرى انطلاق الاحتجاجات. وردد المتظاهرون "ليسقط حمد"، في إشارة إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، و"هيهات منا الذلة". ودعا "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" إلى إضراب عام وعصيان مدني غدا، ومحاولة العودة إلى دوار اللؤلؤة، الذي شكَّل معقل الاحتجاجات التي استمرت شهرا في 2011 وقمعتها السلطة بالقوة. وسجلت مواجهات مساء اليوم، خاصة في بلدة السنابس القريبة من دوار اللؤلؤة وفي جزيرة سترة جنوب شرق العاصمة. وفي سترة، تظاهر الآلاف في شوارع المدينة، وفي نهاية التظاهرة حصلت اشتباكات مع الشرطة، بعد أن أقدم شباب على قطع الطرق بالحاويات والحجارة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، فيما رشق المحتجون الشرطة بالحجارة، وأقدم ملثمون على رمي زجاجة مولوتوف بالقرب من الشرطة عند مدخل بلدة سترة. ويستمر التوتر في البحرين عشية ذكرى 14 فبراير، رغم إطلاق الحكومة، الأحد، عملية حوار هش تشارك فيه المعارضة للخروج من الأزمة التي تعصف بالمملكة الخليجية الصغيرة. وعقدت، مساء اليوم، جولة ثانية من الحوار الوطني في منتجع صحراوي معزول بجنوب البلاد، إلا أن جمهور المعارضة يبدو غير مؤمن بجدوى الحوار، إذ ردد شعارات "لا للحوار" في تظاهراته. وأصدرت الجمعيات السياسية البحرينية المعارضة بيانا في نهاية المظاهرات، أكدت فيه أن "ما تحتاجه البحرين هو حل سياسي شامل يفضي إلى تسليم السلطة إلى يد الشعب، وإنهاء حالة الدكتاتورية والتسلط والاستبداد والاستفراد، والبدء في مرحلة جديدة تكون فيها السيادة للشعب، ويكون قراره هو الحسم في جميع الأمور". وأكدت المعارضة أن "أي حل سياسي يجب أن يُحتكم فيه للشعب عبر الاستفتاء أو المجلس التأسيسي، لأخذ رأي الغالبية فيه، فلا شرعية لأي حل إلا من خلال رأي الشعب، ودون ذلك يُعتبر حلا قاصرا ولا يمكن أن يحقق الاستقرار بعيد المدى المنشود للبحرين".