بقمصان رصاصية وحجاب أحمر وعيون كلها ترقب، وقف طلاب أول دفعة من شعبة الصحافة الإلكترونية فى قاعة المؤتمرات بكلية الإعلام جامعة القاهرة يعرضون أمام لجنة التحكيم مشروع تخرجهم. ظهروا فى البداية قلقين؛ من سيقف أين.. ومن يرد على أسئلة لجنة التحكيم.. ومن سيتولى مهمة التصوير؟ وبعد دقائق من وقوفهم أمام اللجنة، استمدوا ثقتهم بأنفسم من البسمة التى ارتسمت على وجوه أعضائها. تجربة الصحافة الإلكترونية بدأت بفكرة من الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميد الأسبق للكلية، فهى التى شجعت الطلاب على الالتحاق بشعبة الصحافة الإلكترونية، من خلال ندوة أقامتها فى الكلية للدفعات الجديدة. مى عمر، من خريجى الدفعة، لم تتردد قبل الالتحاق بالشعبة الجديدة، وقالت: «كان عندى جرأة المغامرة ولكن قضيت وزملائى أول عامين نحارب من أجل الحصول على حقوقنا ووضعنا». بعد رحلة شاقة بدأت منذ يناير الماضى، توج طلاب أول دفعة تعب أربع سنوات بمشروع تخرج مختلف، يقدم نموذجا يحتذى به فى جميع المواقع الإلكترونية، فالموقع الذى أطلقوا عليه «أون شير» يتضمن فيديوهات تم تصميمها بأسلوب «تايبوجرافى» أو الكلمات المتحركة. عبّر الدكتور أحمد محمود -أحد أعضاء لجنة التحكيم- عن إعجابه بجودة وحرفية العمل والجهد المبذول، ووعد خريجى الدفعة بفرص عمل تستغل طاقاتهم وخبراتهم المهدرة. ولم تمنع تلك الإشادة من توجيه اللجنة بعض الانتقادات الخاصة بجودة تسجيل الصوت والطابع الغربى للموقع. طلاب الدفعة استطاعوا أن يحققوا المعادلة الصعبة، فلم يتكلف مشروعهم سوى 40 جنيها من كل طالب. سعد الطلاب كثيرا بآراء لجنة التحكيم مما شجعهم على تنفيذ خطتهم المستقبلية: «هنكمل فكرتنا ودلوقتى بقى عندنا جمهور وكمان ناس مؤمنة بينا وشغل بيتعرض علينا»، واختتم الطلاب يومهم بصورة جماعية تزينها ابتسامات عريضة وعلامات انتصار بالأيدى وخلفية لشعار الموقع الذى يحمل الألوان الثلاثة لعلم مصر.