فى الوقت الذى يواصل فيه حمادى الجبالى، رئيس الحكومة التونسية وأمين عام حركة «النهضة»، جهوده لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مصغرة، قالت صحيفة «البيان» الإماراتية إن «الجبالى» قدم استقالته للمكتب السياسى للحركة لضمان حيادية دوره فى حكومة التكنوقراط التى ينوى الإعلان عنها أواسط الأسبوع المقبل. ومن جانبه، نفى سامى الطريق، عضو المكتب السياسى لحركة «النهضة»، فى تصريح ل«الوطن»، ما تردد عن استقالة «الجبالى»، مؤكداً أن تلك الأنباء غير صحيحة بالمرة، وأن كل ما يثار عن وجود انقسامات داخل الحركة غير صحيح. وأضاف: «حركة النهضة لم تعلن عن موقفها من الحكومة المصغرة بشكل رسمى، ولم تقبل أو ترفض الفكرة وإنما تدرسها، فنحن لا نريد أن نخرج من أزمة إلى أخرى، حيث إن تلك الحكومة ستكون مخالفة للدستور والقانون، وبالتالى ستكون ساقطة الشرعية، وستكون الإشكالية هنا فى الأزمة القانونية التى لا نريد الغوص فى متاهاتها القانونية، وندرس الأمر لنقرر ما هو فى مصلحة الشعب». ونقلت صحيفة «الوسط» التونسية عن راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة، قوله إن حزب العمال يعتقد أن دماء «بلعيد» كافية لتدمير حركة النهضة، وهو ما يعد ابتزازاً رخيصاً واستغلالاً دنيئاً لدمائه. وأضاف: يعتقدون أن الثورات تصنع بالسيناريوهات، وأن هناك «بوعزيزى» جديداً هو «بلعيد»، وأن هناك «بن على» جديداً هو «الغنوشى»، فلتقم الثورة، هذه سذاجة غريبة. وفى سياق متصل، كشف إعلاميون تونسيون عن تلقيهم تهديدات بالقتل، حيث أشارت صحيفة «الخبر» التونسية، إلى أن الإعلامى بإذاعة «موازييك» التونسية، هيثم المكى، قال إنه وصلته عدة تهديدات بالقتل هو وزميله نوفل الورتانى. وأشارت صحيفة «الشروق» التونسية إلى تعرض نجيب الشابى، زعيم الحزب الجمهورى، لمحاولة لاقتحام سيارته من قِبل مجموعة من المتطرفين دينياً، حيث حاولوا قتله مرددين شعارات دينية، خلال عودته من جنازة «بلعيد»، إلا أن الحرس المكلف بحمايته استطاع إنقاذه. وطالبت بمسة بلعيد، زوجة المعارض التونسى الراحل، وزارة الداخلية بتوفير حماية لها ولأسرتها، قائلة: «بعد مقتل شكرى.. أطالب الداخلية بتوفير حماية رسمية لى ولبناتى، وأحذر من أن أى مكروه سيحصل للعائلة تتحمل مسئوليته الداخلية». وفى بوادر صدام جديد، أعلن حسين العباسى، الأمين العام للاتحاد العام للشغل، أن الاتحاد لن يسكت على لجان وروابط حماية الثورة، وهى الميليشيات التابعة لحركة النهضة، قائلاً: «لن نسكت اليوم على اللجان والرابطات التى تدَّعى أنها تحمى الثورة». وشهدت العاصمة التونسية، أمس الأول، توافد الآلاف من مؤيدى حركة «النهضة» على شارع الحبيب بورقيبة، للتعبير عن تأييدهم للشرعية ورفض الدعوات المطالبة بتدخل الجيش وحل المجلس التأسيسى ورفض التدخل الخارجى.