اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي، اليوم، على السعي لعقد اتفاقية للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، ملقين بالعبء على البيت الأبيض في اتخاذ القرار، للسير قدما نحو اتفاق يشمل أكثر من نصف الناتج الاقتصادي العالمي. وحصلت ألمانيا وبريطانيا، وهما مصدران رئيسيان، على دعم من باقي دول الاتحاد في قمة في بروكسل، للتوصل لاتفاق مع واشنطن يأمل معظم الزعماء أن يساعد أوروبا في انتشال نفسها من أزمة مصرفية وأزمة ديون. وقال الزعماء في بيانهم الختامي إن الاتحاد الأوروبي يقدم "دعمه لاتفاق شامل للتجارة" مع الولاياتالمتحدة. وأكد جوزيه مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية، في ختام القمة: "نحتاج إلى التحرك قدما"، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف باروزو، الذي يرأس الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي المسؤول عن التفاوض على الاتفاقات التجارية للاتحاد، الذي يضم 27 دولة، أن "المفوضية ستمضي قدما لتحقيق الاحتمالات الكاملة لاتفاقية متكاملة للتجارة بين جانبي الأطلسي". ويزيد بيان زعماء الاتحاد التوقعات بأن يؤيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما المبادرة يوم الثلاثاء المقبل، في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد، الذي جرى التقليد على أن يستخدمه رؤساء الولاياتالمتحدة لإعلان أولوياتهم للعام. وتوجد بالفعل مسودة اقتراح أمريكي-أوروبي، صاغها المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي كاريل دي جوشت، والممثل التجاري الأمريكي رون كيرك. وأبدى دي جوشت، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع، تلميحات قوية إلى أنه يوجد قدر كاف من التفاهم المشترك للمضي قدما في المفاوضات. وقد تبدأ المفاوضات خلال أشهر. وفي حين حذر دي جوشت من مفاوضات صعبة، إلا أن الجانبين يريدان فيما يبدو التوصل لاتفاق في وقت قريب، ربما بحلول نهاية 2014. وعلى مدى الأشهر الماضية، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تساندها بريطانيا التي تدافع عن حرية التجارة، عن حرصها على التوصل لاتفاق. وقالت ميركل، في التاسع والعشرين من يناير، إنه "ليس هناك ما أرغب فيه أكثر من اتفاق للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة". ووفقا للمفوضية الأوروبية، فإن اتفاقا للتجارة الحرة مع أمريكا قد يزيد الناتج الاقتصادي لأوروبا بمقدار 65 مليار يورو (88 مليار دولار) سنويا، وستستفيد منه صناعات تتراوح من الكيماويات إلى صناعة السيارات. والولاياتالمتحدة هي الأخرى غير راضية عن نموها الاقتصادي الهزيل منذ الأزمة المالية العالمية في 2008-2009، وترى في إزالة الحواجز أمام التجارة مع الاتحاد الأوروبي وسيلة لإطلاق أنشطة للأعمال بمليارات الدولارات عبر الأطلسي. وفي كلمة ألقاها في ميونيخ السبت الماضي، قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الفوائد الاقتصادية لاتفاق شامل للتجارة ستكون "بلا حدود تقريبا"، إذا تمكن الجانبان من حشد الإرادة السياسية لحل الخلافات العالقة منذ وقت طويل، بشأن القواعد التنظيمية التي تعرقل الصادرات الزراعية وصادرات أخرى. وأضاف: "هذا شيء في متناول أيدينا".