سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«تونس» تدخل عهد الاغتيالات.. مقتل معارض ل«الإخوان» بعد استهدافه من قبل قناصة ب4 رصاصات «بلعيد» تلقى قبل أيام تهديدات باغتياله واتهم «مرتزقة النهضة» بتخطيط هجوم السلفيين على حزبه.. وشقيقه يتهم «الغنوشى» بقتله
فى سابقة لم تحدث فى «تونس» منذ سقوط نظام زين العابدين بن على، اغتيل القيادى فى «الجبهة الشعبية» والأمين العام ل«حزب الوطنيون الديمقراطيون الموحد» المحامى «شكرى بلعيد»، صباح أمس بعد أن استهدفه قناص ب4 طلقات نارية أمام منزله بمنطقة «المنزه» التونسية. وقطع الرئيس التونسى المنصف المرزوقى زيارته إلى فرنسا عائدا إلى تونس. واتهم عبدالمجيد بلعيد، شقيق القيادى المعارض زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، راشد الغنوشى بالوقوف وراء قتل شقيقه. ونقلت صحيفة «الخبر»التونسية عن عضو المكتب السياسى لحزب «الوطنيون الديمقراطيون» «محمد جبور» قوله: «إن شكرى بلعيد أصيب ب4 طلقات نارية فى الرأس والرقبة والكتف والقلب على أيدى محترفين فى القنص والقتل». وتظاهر أكثر من ألف شخص أمام مقر وزارة الداخلية التونسية مطالبين بإسقاط الحكومة، التى تقودها حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، وردد المتظاهرون، هتافات مناهضة لحركة النهضة. وقالت وكالة أنباء «بناء» التونسية الخاصة إن شوارع مدينة «سيدى بوزيد» مهد الثورة التونسية، شهدت مظاهرات حاشدة احتجاجا على اغتيال بلعيد، وأغلقت الشوارع والمدارس والمحال التجارية بها، كما حاول عدد من المحتجين حرق مقر تابع لحركة «النهضة» فى ولاية «قفصة»، وأعلنت حالة الحداد العام ل3 أيام من قبل الاتحاد المحلى للولاية، إضافة إلى التهديد بتنظيم إضراب عام. ووصف أمين عام حركة النهضة الذى يترأس الحكومة حمادى الجبالى اغتيال بلعيد بالعمل الإرهابى والإجرامى الذى يستهدف «تونس كلها وثورتها»، داعيا التونسيين إلى تجنب السقوط فى فخ العنف والعنف المضاد، ووعد بأن تلقى الحكومة القبض على «المجرم» الذى قتل شكرى بلعيد. وفى بيان لها قالت حركة «النهضة» إنها تدين اغتيال بلعيد، وحملت الجهات المتآمرة على تونس مسئولية اغتياله. وشكرى بلعيد قيادى بارز فى الجبهة الشعبية، وهى ائتلاف لأحزاب يسارية، وعرف بمعارضته الشديدة للحكومة التى تقودها حركة النهضة وكان يعتبرها «حكومة الالتفاف على الثورة». ووفقا لصحيفة «الخبر»التونسية فإن الاغتيال حدث عقب تهديدات وصلت إلى بلعيد فى الأيام الأخيرة عبّر بنفسه عن جديتها فى بعض وسائل الإعلام ووجه حديثه إلى السلطة الأمنية ودعاها إلى أخذ مثل هذه التهديدات التى تطال القيادات السياسية فى البلاد بمأخذ الجد. وكان «بلعيد» المعارض العلمانى البارز دخل فى الأيام الماضية فى علاقات متوترة مع حركة «النهضة» الحاكمة والتابعة ل«تنظيم الإخوان» فى «تونس» بعد اتهامه مباشرة لما سماه ب«مرتزقة النهضة» بالوقوف خلف الهجوم الذى نفذته عناصر سلفية على اجتماع عام لحزبه بمدينة «الكاف»التونسية السبت الماضى. وندد فى أكثر من لقاء له بعدم تصدى قوات الأمن للمهاجمين، محذرا من وقوع أعمال عنف. وفى سياق متصل شهدت جلسة «المجلس التأسيسى» التونسى أمس مشادات بين ممثلى حركة «النهضة» وممثلى حركة «نداء تونس» أكبر قوى معارضة أثناء مناقشتهم قانون «الإقصاء السياسى (العزل السياسى للمنتمين إلى النظام السابق)».