أجرت وسائل إعلام عالمية حوارات منفصلة مع فتح الله كولن، الزعيم التركي المتهم من قبل الرئيس التركي بضلوعه في محاولة انقلاب تركيا، حول ملابسات الانقلاب الفاشل، في البلاد، وطالت الاتهامات كولن بالرغم من تأكيده مرارا وتكرارا عدم صلته بمنفذي الانقلاب الذي وقع في تركيا منذ أكثر من أسبوع بجانب وجوده في أمريكا منذ أكثر من 20 عاما، وجاء في الحوار، بحسب صحيفة "زمان" التركية. يتهمكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنكم وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا، فما ردّكم على ذلك؟ مع الأسف شاهدنا العديد من الناس يقولون نفس الشئ بغير دليل، إنني أقيم هنا في أمريكا منذ 15 عامًا، ولا أعرف الكثيرين هنالك، ومن المحال أن أقوم بهذا الأمر، فأنا طوال عمري ضدّ الانقلابات العسكرية وأندِّد بها وأستنكرها على الدوام؛ لأنني كنتُ أكثر المتضرّرين من هذه الانقلابات، سواء تلك التي وقعت في 27 مايو (1960م)، أو التي وقعت في 12 مارس (1971م) أو التي حدثت في 12 سبتمبر عام (1980م)، أو التي جرت في 28 فبراير عام (1997م)، وبعد انقلاب (1997م) جئتُ إلى أمريكا من أجل العلاج، ومن يومها وأنا أقيم في هذه الدولة. هل اختلفت وجهة نظرك عن الديمقراطية أو الحريات التي قد ناديت بها؟ قبل عشرين عامًا كنت أقول: "لا رجوع عن الجمهورية والديمقراطية"، وإن الذين ينادون بالجمهورية والديمقراطية الآن كانوا يكتبون المقالات ضدي في وسائل الإعلام نفسها بسبب هذه التصريحات، وإنني ما زلت منذ عشرين عاما إلى الآن وأنا أكرر الشيء نفسه: "الديمقراطية وصندوق الاقتراع هما السبيل الوحيد إلى السلطة، فلا خير يُرجى من الانقلابات، وإن استخدام القوة الغاشمة لا يفيد شيئا للدولة".. ربما أكون قد كررت هذه الأفكار أكثر من خمسين مرة حتى الآن، ولذا فمن غير الممكن أن يُفكر إنسانٌ مثلي بلغ من العمر السابعة والسبعين عاما في القيام بهذا الأمر المقيت. ثانيًا: إنني لا أعرف مطلقا هؤلاء الذين زعموا أنهم يقومون بالانقلاب، ولا صلة ولا علم لي بهم لا من قريب ولا من بعيد، وعلى ذلك أكرر عليكم ذات الفكرة والعرض الذي عرضته على رجال الصحافة أمس: لتتول لجنة دولية التحقيق في هذا الأمر والتدقيق فيه، فإن ظهرت ادعاءات السلطات التركية بحقي صحيحة أو حتى لو بنت هذه اللجنة أحكامها على أدلة مغلوطة فإنني سأنزل على حكمها أيًّا كان عن طيب نفس وخاطر.. ولكن من غير الممكن أن نسلّم بادعاءات واتهامات مبنية على الحقد والكراهية". هل لك علاقة بتلك الأحداث التي وقعت؟ هذه الأحداث لا صلة لنا بها، ولا أدري من كان وراءها المخابرات الألمانية أم المخابرات الأمريكية أم الاستخبارات التركية.. لا أدري! ومع ذلك نُسبت كل هذه الأحداث إلى محبِّينا والمتعاطفين معنا، ومنذ ذلك اليوم بدأت حركة الخدمة توصَفُ ب"الكيان الموازي"، ومما زاد الطين بلّةً أنهم ادّعوا علينا زورًا وبهتانًا أيضًا أننا نحن من دبّر هذا الانقلاب.. هذا أمر لا يمكن قبوله مطلقًا! إذا من دبر للإنقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا؟ الكثيرون قد علقوا على محاولة الانقلاب هذه بقولهم: لقد قام أردوغان وأتباعه بهذه التمثيلية الانقلابية بهدف إحكام قبضتهم على المؤسسة العسكرية ووضعها تحت وصايتهم، وحتى يتسنّى لهم إقصاء المعارضين لهم في داخل السلك العسكري.. أو أنه ربما أثار بعض القوميين العسكر للقيام بهذا الأمر وتورط معهم بعض السذّج.. ويؤكد هذا الكلامَ قولُ أردوغان: إن هذه المحاولة قد عزَّزت من سلطتنا، لدرجة أننا أصبحنا نستطيع القيام ببعض التغييرات والتعديلات داخل المؤسسة العسكرية، وأن نفرض الوصاية عليها، إضافة إلى قوله: "أنا القائد العام الآن"؛ بمعنى أن المؤسسة العسكرية وغيرها قد صارت تحت وصايتي المحضة. وعند التدقيق في كل هذه الأمور، وإلقاء نظرة شاملة عليها، وإخضاعها لمبدأ السبب والنتيجة؛ سيتبين لنا بداهة أن هؤلاء قاموا بمثل هذه العملية حتى يتيسر لهم الأمر فيما بعد، وحتى يتمكّنوا من إطلاق يدهم كيفما يشاؤون داخل المؤسسات الحكومية دون مُسَاءَلة.