كشف تقرير إدارة الرقابة الجنائية بمديرية أمن أسيوط عن مصرع 6 وإصابة أكثر من 20 فى مراكز المحافظة، بسبب الخلافات على أسبقية الحصول على المواد البترولية منذ شهر أغسطس الماضى حتى الآن، وأظهر التقرير أن أكثر المراكز التى شهدت مشاجرات بين المواطنين هى «القوصية، وأبوتيج، ومنفلوط، وديروط». وعلى الرغم من التصريحات الحكومية بقرب انفراج أزمة الوقود، ما زالت الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم، خاصة فى الجيزة ومحافظات الوجه القبلى، ومنها أسوانوأسيوط على وجه الخصوص، حيث تشهد الطرق السريعة اختناقات تصل حد توقفها تماما بسبب تكدس السيارات أمام محطات الوقود. وفى أسوان، أصبح المشهد المعتاد هو وقوف مئات السيارات تنتظر بالساعات الطويلة من أجل الوقود، لدرجة أن البعض يترك سيارته ويذهب للمبيت فى المنزل، ثم يأتى فى الصباح، ليجد الحال على ما هو عليه، فى ظل شكاوى من عدم الاهتمام بمحافظات الصعيد، التى أُهملت لسنوات طويلة قبل الثورة وبعدها، على حد قول شادى أحمد زكى، قائد سيارة. وتكدست المئات من سيارات الأجرة والأتوبيسات السياحية وسيارات النقل الثقيل بالغردقة أمام المحطات، بسبب النقص الحاد فى كمية الوقود المعروض وعدم حصول المحافظة على حصتها كاملة، وسط حالة تذمر بين سائقى أتوبيسات النقل السياحى بسبب تأخرهم عن مواعيد الرحلات وتحذيرات من مسئولى غرفة شركات السياحة بتوقف حركة النقل من الغردقة إلى الأقصر وإلغاء رحلات التفويج. وتفاقمت الأزمة فى أسيوط بمختلف مراكز المحافظة، حيث امتدت طوابير السيارات أمام محطات الوقود لمسافة وصلت مئات الأمتار، كما شهدت الشوارع التى تقع بها المحطات «الجمهورية والنميس والمحطة»، وطريق أسيوطالقاهرة الزراعى أزمة مرورية بسبب تكدس السيارات أمام المحطات؛ مما أدى إلى إغلاقها بالكامل فى بعض الأوقات. فيما وصل مشهد تكدس السيارات على الطرق الرئيسية إلى مسافة تزيد على الكيلومتر، وهو ما أدى إلى قيام بعض المحطات بغلق أبوابها بالجنازير والمتاريس وإطارات السيارات، نتيجة تكرار المشاجرات والخلافات بين السائقين بسبب أسبقية الدخول فى صفوف السيارات الأولى. وتصاعدت الأزمة فى محطات «منقباد وعلوان وبنى حسين ومدن أبوتيج وصدفا ومنفلوط والقوصية»؛ مما تسبب فى حدوث أزمة مرورية على الطريق الرئيسى، ونشوب اشتباكات بين السائقين على أسبقية الدور، وأثرت المشكلة على الموظفين الذاهبين إلى أعمالهم خاصة مع رفع قيمة تعريفة الأجرة. وقال مصدر مسئول بشركة مطاحن مصر الوسطى إن ارتفاع أسعار السولار أدى لحدوث مشاكل داخل الشركة، بسبب تعطل سيارات نقل الأقماح من الموانئ، فيما قال عدد من الموظفين إن نقص السولار رفع أجرة الركوب من محل إقامتهم بقرى ومراكز المحافظة إلى مدينة أسيوط، حيث محل عملهم. وفى بنى سويف، تفاقمت أزمة السولار وشهدت المحطات تكدسا شديدا للسيارات على مستوى القرى والمراكز، جراء استمرار النقص فى حصة السولار التى ترد إلى المحافظة. من جهة أخرى، تمكنت مديرية التموين والتجارة الداخلية بالجيزة بالتعاون مع مباحث التموين من ضبط 165 أسطوانة بوتاجاز مدعمة قبل بيعها فى السوق السوداء. وقال المهندس محمود حسنى المهدى، وكيل وزارة التموين بالجيزة، إن بنزين 80 به عجز بنسبة 30%، وإن السولار به زيادة بنسبة 17% على الأيام الماضية، حسب قوله، لافتا إلى أن تأخر شاحنات نقل المواد البترولية من المحافظات الأخرى إلى الجيزة، يتسبب فى العجز، وأنه تم تحرير 15 محضرا ضد أصحاب محطات بتهمة بيع الوقود بأسعار أزيد من السعر الرسمى.