ياللعار أن تدخل مصر حرباً أهلية من أجل من زوّر ودلّس وتاجر بالدين وضلل البسطاء، ومازال حراً طليقاً يفعل مافعله راسبوتين بفقراء روسيا، لكن الفرق أن راسبوتين الروسى أطاحت به وفضحته الثورة الروسية، أما راسبوتين المصرى فقد رفعته الثورة المصرية على الأعناق، وأخرجته من كهف النسيان وجعلت منه جيفارا العصر والمهدى المنتظر!، ياللعار أن تهون الدماء إلى هذا الحد وتسيل وتنزف من أجل وهم وهباء وخواء، ياللعار أن تبتذل الشهادة وتهان التضحية ويصبح الثمن «سكر وزيت وأنبوبة بوتاجاز ووجبة غذاء ورشوة حور عين» تنتظر من يعتصم، استجابة لدعوة الجهاد المسلح التى أعلنها استعراضى عاشق للأضواء يبغى الزعامة على جثة الوطن وأشلائه، ياللعار أن يكتب تاريخ مصر بدماء الغلابة المغيبين المنومين مغناطيسياً، الذين خاصموا علامات الاستفهام وانقادوا كالقطيع إلى أرض الخرافات والأكاذيب يقاتلون من أجل اللاشىء واللا حقيقة واللا معقول . المشهد عبثى سيريالى، فى العباسية رصاص ينطلق إلى الأمام برغم أن لوحة التنشين فى الخلف!، الهدف الخطأ فى التوقيت الخطأ، تفسير المؤامرة جاهز لكن هناك عناصر فى المشهد يجب ألانغفلها، ناس زهقانة وقرفانة من قطع الأرزاق والطريق، من السهل جداً والممكن جداً أن تمارس البلطجة فى أى لحظة، نحن نرفع كل يوم بل كل دقيقة عدد هذا الجيش الاحتياطى من طابور البطالة ونحولهم بأيدى البعض وحماقاتهم إلى بلطجية، يفرغون طاقاتهم ويفجرونها هم أيضاً فى الاتجاه الخطأ، نصرخ ونطالب مؤسسة بأن تحمى حدود وطن وهى لاتستطيع حماية حدود مبناها الإدارى!، الثورة الفرنسية عندما قامت حددت أعداءها جيداً، كان ثلاثى الفساد، الملك الفاسد والإقطاع المتوحش والكنيسة المتزمتة المتحجرة، الثورة المصرية اختزلت الفساد فى مبارك فقط وهذا هو الخطأ الحقيقى، الفساد أكبر من مبارك بكثير، لم يكن للثورة المصرية فولتير المصرى، أو روسو المصرى الذى يدعو إلى الحرية الفكرية والثقافية والاجتماعية إلى جانب الحرية السياسية، لم يكن هناك فلاسفتها الذين يخبرون أبناءها الأنقياء أن خطر الدكتاتورية الدينية أشرس بكثير من خطر أى دكتاتورية على ظهر الأرض، لأنها تتحدث على أنها ظل الله على الأرض، وترهب معارضيها بسيف الردة والتكفير، وتعد الفقراء بنعيم فردوس السماء ليحصد سادتها وسدنتها نعيم الدنيا وخيراتها عمولات وسمسرة وأوقافاً وضياعاً وتنظيماً عالمياً وبنوكاً للتقوى!. ما أهون أحلامك يامصر، ما أتعس أن تختزل أحلام مصر فى كرسى رئاسة، وأن تختصر ثورة مصر فى جلباب قصير ولحية كثيفة، وأن تقزم أمنيات مصر إلى مجرد تقبيل أقدام راسبوتين!.