هو مواطن أمريكى بامتياز، شارك فى برنامج تدريب فيلق «الموجه للضباط الاحتياطيين الجدد»، وخدم فى جيش الولاياتالأمريكيةالمتحدة «فرع الاحتياط»، من 2009 إلى 2015، وحصل على رتبة الدرجة الأولى الخاصة المنتشرة فى أفغانستان.. إنه مفجّر أحداث «دالاس»، القناص الأسود «ميخا كزافييه جونسون»، الذى يبلغ من العمر 25 عاماً. «أسود» فى بلد تنخر فيه العنصرية والتمييز الطبقى، بلد قرر أن يكون «شرطى العالم» ويفرض الحريات وحقوق الإنسان على الجميع ولو بهدم الأوطان على رؤوس شعوبها!. «أمريكا» التى حاصرت «ليبيا»، واحتلت «العراق»، وأشعلت نيران «الربيع العربى» لتفتيت الوطن العربى، وكرّست كل نفوذها السياسى وقوتها الاقتصادية وإعلامها لبقاء دولة العنصرية الدينية «إسرائيل»، وأنشأت معتقلاً لتعذيب البشر فى «جوانتانامو» رغم أنها أول من يتشدق بحق الإنسان فى محاكمات عادلة.. اليوم تذوق مرارة الدماء «سوداء وبيضاء»!. نعم، من حقنا أن نشمت فى «البيت الأبيض» وساكنه «الأسود»، أن نلعن السياسات الأمريكية ونتضامن مع سودها ضد غطرسة وعنصرية بيضها.. من حقنا أن نكرهها ونكره موازينها المختلة وسياساتها الخرقاء.. أن نعايرها بتاريخها الملوث بدماء السود من أبنائها. تاريخها ملىء بالحرائق الجماعية للسود، وتقطيع الأطفال إلى أجزاء وإلقائها فى النيران أمام أعين أمهاتهم، والقصص المفجعة التى تلخص يوميات العبودية والاضطهاد للسود.. والذى تصدره أمريكا الآن للعالم!. ورغم صدور قانون «تحرير العبيد» عام 1862 فإن معاناة السود على أرض الواقع مستمرة، فنسبة البطالة بين أوساط السود أكثر من ضعفى نسبتها فى أوساط البيض، كما أن السود يعاقبون بفترات حبس أطول من البيض لنفس الجريمة المرتكبة. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن أكثر من 70% من عائلات السود تعيش تحت خط الفقر، كما أن الكثير من أبنائها يلجأون إلى تجارة السلاح والمخدرات وطرق الكسب غير المشروعة.. ومعظم حالات الانتحار فى الولاياتالمتحدة هى فى أوساط السود. ولم يستطع الرئيس «باراك أوباما» أن ينهى مأساة السود، فزادت حدة الأزمة فى عهده، رغم أصوله الأفريقية، «أوباما» خذل أهله وعشيرته من أصحاب البشرة السمراء، وحنث فى وعوده الانتخابية.. والآن يستعد للخروج من البيت الأبيض ولم يقدم شيئاً يُذكر فى محاربة العنصرية فى بلاده. «أوباما» ليس «مارتن لوثر كينج»، أحد أهم الزعماء المدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان، الذى قال: «الفصل العنصرى جريمة زنا محرمة بين الظلم والخلود».. ولهذا عاش «مارتن لوثر كينج» رمزاً للحرية، فيما سجل التاريخ حروب الإبادة العرقية بأسماء حكام العالم. لن يذكر التاريخ إلا الصمت المشين للأمين العام للأمم المتحدة «بان كى مون» على استهداف السود برصاص الشرطة الأمريكية، وبيانه الذى أدان «مقتل عناصر من الشرطة الأمريكية» على يد متظاهرين، ليكشف للعالم انبطاحه أمام الدول الكبرى المهيمنة على البيت الأممى، رغم عشرات التجاوزات التى صدرت ضدهم فى حق الأقليات واللاجئين والمتظاهرين أيضاً. لقد كشفت صحيفة «واشنطن بوست» فى دراسة لها عن مقتل حوالى ألف شخص على يد الشرطة فى 2015، مؤكدة أن هذا الرقم أكثر من ضعفى متوسط الرقم السنوى الذى أعلنه «إف بى آى» فى السنوات السابقة.. فما الذى تبقّى من «الحلم الأمريكى»؟! لقد تحول الحلم الأمريكى إلى «كابوس» يطارد المهاجرين ذوى الأصول العربية، رغم أنهم يحملون الجنسية الأمريكية، لمجرد أنهم عرب أو مسلمون! كلنا إرهابيون إلى أن يثبت العكس.. كلنا مستبدون وكفرة لأننا لا نسجد للوثن الأمريكى ونسلّم أراضينا ليجعلها «قواعد عسكرية».. وننحنى من أجل «حبة قمح»! «جونسون» لن يكون آخر قنبلة بشرية تنفجر فى وجه الإدارة الأمريكية، فالاحتقان الذى يسود الشارع الأمريكى سوف يتصاعد وتزداد حدته.. وقد نرى سيناريو «استفتاء» لتفكيك الولاياتالمتحدة ويفشل سيناريو تفتيت العالم العربى.. ونبقى أحراراً. ف«لا يستطيع أحد ركوب ظهرك ما لم تنحن له».. كما قال «مارتن لوثر كينج».