إفطار جماعى فى «الغابة المتحجرة»: «هات أكلك وتعالى»

وسط الصحراء الواسعة والجبال، استمعوا فى الراديو للآيات القرآنية، منتظرين موعد أذان المغرب، أثناء ترتيب الوجبات والمشروبات قبل الإفطار الجماعى، الذى حددته مجموعة من الشباب بمناطق مختلفة، داخل محمية الغابة المتحجرة فى التجمع الخامس، لإعادة إحيائها من جديد، والتصوير وسط مناظرها الخلابة، فى رحلة استمتاع للتعرف على السياحة الداخلية، تحت شعار «هات فطارك وسحورك وتعالى».
أجواء رمضانية صحراوية، عاشها أيمن محمود، 26 عاماً، مع أصدقائه داخل المحمية الطبيعية، ورغم عدم توافر الخدمات بها، فإنه زوَّد نفسه بخدمات خاصة، من بينها «كيس قمامة، كشاف كهربائى، وزجاجات مياه، حلويات وفاكهة وعصائر»: «كنت صاحب الفكرة فى البداية، وبعد كده عممتها وبعتها لأصحابى ووافقوا عليها، وكله قال لمعارفه ونالت إعجاب الأغلبية، اتفقنا على يوم ونزلنا فيه بعربياتنا، وأجرنا عربيات دفع رباعى».
الأمن والسلامة، كانت من أهم الإجراءات التى حرص «أيمن» على التنويه بها لأصدقائه قبل الإفطار الجماعى فى المحمية، مؤكداً التزام الجميع بالتعليمات: «الناس كلها التزمت وعشان كده الفطار نجح، والكل كان مبسوط وعدت بأمان، كل واحد جاب أكله ومشروباته معاه، وتجمعنا حوالين النار، لأننا فى محمية طبيعية ومن المعروف إن فيها حيوانات وزواحف بالتأكيد خطيرة، وفيه ناس كملت للسحور». الهدف من الإفطار الجماعى فى المحمية فى رمضان يرجع إلى إعادة إحيائها بشكل غير تقليدى: «لو فضلنا ندعى الناس تشوف المحمية محدش هييجى، عشان كده فكرت أدعى الناس على الفطار، منه يبقى مكان ساحر بمناظر المحمية الخلابة، ومنها نجدد الحركة فيها بعد الإهمال اللى طالها من سنين».
أكثر من 300 مواطن فوجئ بهم «أيمن»، وجاءوا للإفطار الجماعى فى المحمية، فيقول: «المحميات مش تخصصى، أنا صيدلى، لكن بدعم محميات بلدى وأى حاجة تخص السياحة الداخلية، وفكرة الفطار دى قررنا إنها تكون مش بس فى رمضان، إنما تمتد لباقى السنة فى الغابة المتحجرة ووادى دجلة والمحميات غير المعروفة».