سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطباء الجمعة: «المعارضة فى مصر غاوية كراسى وحربها ضد الإسلام وليس النظام» أئمة السلفيين يصفون المحتجين ب«دعاة الفتنة».. ويدعون لتقديم حلول عملية لأزمات مصر.. وإمام مسجد يصف «البلاك بلوك» بالملحدين المخربين ويطالب بإقامة الحد عليهم
تناول أغلب خطب جمعة الأمس فى المحافظات عدم ترويع الناس من خلال العنف، وحرمة استخدام الأسلحة الفتاكة، أو حتى الأسلوب العنيف فى النصح والإرشاد، ودعا الخطباء لتقديم حلول عملية لأزمات مصر، فيما استنكروا على المعارضة مظاهراتها. فى المنيا قال الشيخ عبدالله عبدالقوى خليفة، خطيب مسجد المحطة: «إن المعارضة فى مصر غاوية كراسى وتسعى لتولى المناصب ولا تهتم بمصير البلد». وأضاف أنهم يشنون حربا على الإسلام وليس النظام الحاكم ويعارضون معارضة هدامة ولا يقدمون حلولا عملية وواقعية، ويرفضون الحوار الوطنى، وهم يعرفون جيدا أنه ليس لهم أى وزن فى الشارع، وأن الإرادة الشعبية رفضتهم. وأبدى عبدالقوى دهشته من مسمى جبهة الإنقاذ قائلا «هل نحن محتلون من إسرائيل حتى نقوم بإنقاذ مصر؟». وقال خليفة: علينا أن نتعلم المعارضة من الرسول والصحابة والخلفاء الراشدين، فعندما عارض رجل سيدنا عمر بن الخطاب سأله من أين أتيت بالثياب وتحاور معه. وأشار الخطيب إلى أن مجموعة «البلاك بلوك» عصابات يخربون فى البلاد ولو أن الأمر بيده لأمر بإيداعهم فى السجون. وتناولت خطب أئمة المنوفية صفات الرسول الكريم من الحفاظ على حرمة النفس الإنسانية، وعدم التربص لها وعدم ترويع النفس من خلال العنف، واستخدام الأسلحة الفتاكة، أو حتى الأسلوب العنيف فى النصح والإرشاد. وأكد الشيخ كرم شاهين، إمام المسجد الغربى بشطانوف، ضرورة الالتزام بأن يكون القصاص فى يد أولياء الأمر، وليس فى يد الناس جميعا، وذلك منعا لزيادة الدماء والعنف فى المجتمع، بل يجب ترك الأمر لأولياء الأمر والالتزام بما يقرونه. وأشار شاهين إلى حرية التظاهر السلمى وإلى أن من حق الجميع التظاهر والاعتراض، ولكن لا بد أن يكون دون تخريب أو مساس بالمنشآت العامة والخاصة للبلاد. كما أكد الدكتور عبدالله منصور السلواوى، إمام وخطيب مسجد الحسين بالسيل الريفى، على وجوب الأخذ بمنهج الإسلام فى تلقى الأخبار، وقال إن أول أمر ينبغى على كل مستمع أن يفعله عند سماع أى خبر أن يتثبت من صحته. كما دعا خطباء المساجد بمحافظة القليوبية إلى ضرورة نبذ العنف والوقف الفورى لكافة أشكاله، وأعلن عدد منهم تأييده لمبادرة ووثيقة الأزهر، مطالبين الجميع بالالتفاف حولها وتطبيقها على أرض الواقع. كما دعا الأئمة إلى ضبط النفس وعدم الانزلاق وراء الهتافات العدائية والحماسية، التى تؤدى إلى اشتعال المعارك والمشاجرات. فيما تناولت خطبة الجمعة فى مسجد المحطة ببنها أن ما تشهده مصر حاليا هو جزء من فتنة كبرى، تحاك بالأمة، وقال الخطيب إن ما يحدث من قتل متبادل بين المتظاهرين والشرطة ليس من الإسلام فى شىء، ومن يدعى أن هذا قدر فنحن بذلك «نضحك» على أنفسنا، مشيراً إلى أن الإسلام برىء من هذه الأحداث التى وجه فيها المسلمون وأبناء الوطن الواحد السلاح لبعضهم البعض جهارا نهارا. وأوضح الخطيب أن الله حذرنا من الفتن، وأن الرسول أكد أن من يقتل أخاه دون ذنب فهو «كافر» لأنه تعدى على بنيان الله ومن يفعل ذلك فهو ملعون. وقال خطيب مسجد إن محكمة الآخرة ليس فيها محاصرة «دستورية» ولا «اتحادية»، ومن يخربون فهم الأغبياء. وطالب الشيخ محمد الزغبى، إمام وخطيب مسجد الشيخة صباح بمدينة طنطا، المصلين بالالتزام بالسلمية فى المظاهرات التى يخرجون بها للتعبير عن رأيهم. فى المقابل وصف عدد من خطباء المساجد بالقليوبية، خاصة التابعة للجماعات الإسلامية بالمحافظة، خلال خطبة الجمعة، الداعين للتظاهر والاحتجاج ب«دعاة الفتنة» الذين يهدفون لإحداث حالة من الفوضى والبلبلة فى البلاد وهدمها وتدميرها من أجل مصالح شخصية وأجندات خارجية. وحذر خطباء الجمعة بمساجد البحيرة من استمرار العنف فى الشارع المصرى، والفرقة التى تضرب الوطن فى مقتل، مؤكدين ضرورة التحلى بمبادئ الدين الإسلامى، والتسامى فوق الخلافات، من أجل صالح الوطن. وقال الشيخ صبحى طه، إمام وخطيب مسجد الفتح بمدينة إيتاى البارود، إن الطغيان والتكبر والتجبر والاستعلاء، تسقط أعتى الأمم وتدمرها، مؤكدا أن مصر لن يتمكن حزب أو فصيل أو جماعة من حكمها أو السيطرة عليها بمفرده، مهما كانت قوة أو حجم أو نفوذ هذا الحزب أو الفصيل أو الجماعة. وفى كفر الدوار أثنى الشيخ محمد هلال، إمام وخطيب مسجد الطريقة الضيفية بكفر الدوار، على مبادرة شيخ الأزهر الشريف لنبذ العنف فى المجتمع المصرى، مطالبا المصريين بالتوحد والتوافق من أجل الوطن. وفى أسيوط قال الشيخ صلاح عبدالله، إمام وخطيب المسجد الكبير، إن المساجد أصبحت تتحول لمنتديات سياسية وشعبية، يتناقل فيها الناس الأحوال السياسية، فى البلاد ويتحدثون فيها عما يحدث، وهو ما يرفضه ديننا، وأضاف: «اتركوا المساجد لله حتى لا تدخل فى منعطفات سياسية ودنيوية». وفى بورسعيد طالب الشيخ صالح الشواف، الداعية الإسلامى، الأهالى بأن يعتصموا بالله ولا يعتصموا بالجماعات والأحزاب لأنهم الأضعف. وقال إن الطريق إلى الله ليس مفروشا بالورود والرياحين بل هو محفوف بالمخاطر والمكاره والابتلاءات والاختبارات. وأضاف أن أهل بورسعيد يجب أن يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا. كما تناول معظم خطب الجمعة فى مساجد بورسعيد الدعاء إلى الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء، وأن يكون أهلها فى رباط إلى يوم الدين وأن من أراد بها سوءاً أن ينتقم منه الله. وقال إن المواطنين الذين لا يريدون مطالب المؤيدين ولا مطالب المعارضين عليهم الالتزام فى بيوتهم ووأد الفتنة، وعدم المشاركة فى المظاهرات. وقال إن المواطن عليه أن يتذكر أن يوم القيامة ستكون هناك محكمة قاضيها ومستشارها هو الله وليس هناك محاصرة للدستورية من أجل حكم معين ولا محاصرة للاتحادية لمطلب آخر. فيما لم تجرؤ مساجد السلفيين أو الإخوان فى بورسعيد على أن تتناول فى خطبها تأييد رئيس الجمهورية أو رفض موقف المتظاهرين فى الشارع البورسعيدى. وفى كفر الشيخ وصف الشيخ رياض، إمام مسجد الفتح بكفر الشيخ، جماعة «البلاك بلاك» بأنهم جماعة خارجة عن الملة ويجب إقامة حد الحرابة عليهم لأنهم يحاربون الله ورسوله، ويعيثون فى الأرض فسادا. ووصف معارضى الرئيس بأنهم يشعلون الفتنة فى مصر ولا يريدون بمصر الاستقرار والنهضة والنهوض. واختتم إمام المسجد بالدعاء للرئيس وحكومته بالسداد والنصر على الأعداء، واصفاً زيارته لألمانيا بأنها زيارة مباركة تحمل الخير لمصر. فيما استنكر مصلون بالمسجد خوض الإمام فى أمور سياسية وبعده عن الإرشاد والتوجيه الدينى الذى هو وظيفته، وأنهم سيمنعونه الجمعة المقبلة إذا استمر فى حديثه عن السياسة.