سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السويس «تدهس» الحظر ب«الموتوسيكلات».. وآلاف المتظاهرين يهتفون: «يا عساكر مصر.. مش هنطبق حظر» مسيرة فى شارع الجيش بأجواء احتفالية.. والمتظاهرون يرفضون الاشتباك مع قوات الجيش
أمام المنازل والمحال وقف المواطنون فى شارع الجيش فى محافظة السويس، كأنهم فى انتظار تشريفة رئاسية تمر بهم، الساعة الثامنة والنصف مساءً، نصف ساعة فقط تفصلهم عن أولى دقائق حظر التجول فى شوارع المحافظة، الذى تم إقراره من قِبل رئيس الجمهورية بداية من الاثنين 28 يناير، بدأت الحشود فى التحرك بأعداد متواضعة لا تتجاوز العشرات، وانطلقت المسيرة الصغيرة من ميدان الأربعين؛ حيث عسكرت إحدى مدرعات الجيش الثالث الميدانى الذى تولى مسئولية إنفاذ حالة الطوارئ وحظر التجول فى محافظات القناة الثلاث: السويسوالإسماعيلية وبورسعيد. تضاعفت أعداد المسيرة كالجنين الذى يكبر شيئاً فشيئاً، حتى انضمت إليها مسيرة ثانية لشباب الألتراس خرجت من شارع «باراديس»، المتفرع من شارع الجيش، الأعداد تجاوزت حاجز المئات، وتقدمت سيارات البث الحى المباشر المسيرة التى تتحرك ببطء وهدوء، ومن أمام سيارات البث عشرات الدراجات البخارية (الموتوسيكلات) تطلق «كلاكساتها» لتزيد حماسة الناس للانضمام إلى مسيرة «خرق حظر التجول». يقول أحمد فتحى محمود، أحد قائدى الدراجات النارية: «نحن لا نجد ما نأكله، نحتاج إلى حل للمشكلات، حل واقعى يتناسب معنا جميعاً، وليس حلا يتوافق مع مزاج رئيس الجمهورية وحسب، وبدلاً من أن يفرض علينا الإقامة فى منازلنا فى المساء عليه أن يوجد لنا سبل العيش، نحن أناس لنا حقوق، ولا بد أن نأخذها؛ لذا سننزل كل يوم حتى يتراجع الرئيس عن قراره إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول، ويعلم أن السويس لن تركع، ولن ننام فى بيوتنا من المغرب». تعاظمت المسيرة حتى ضمت آلاف المتظاهرين المشاركين فى خرق حظر التجول، مروا فى طريقهم على عدد من المدرعات المتمركزة أمام البنوك والمنشآت المهمة بالمحافظة، ليهتفوا بوجه الجنود والضباط الموجودين إلى جوار تلك المدرعات هتافات كان من بينها: «يا عساكر مصر.. مش هنطبق حظر»، وكذلك «الطوارئ فين؟ السوايسة أهم»، وناشد المتظاهرون بقية المواطنين الناظرين من شرفات منازلهم النزول إلى الشارع بهتاف «انزلوا من بيوتكم.. مرسى خرب بيتكم». نزل عصام أحمد، الشاب العشرينى، من منزله منذ البداية للمشاركة فى «خرق» حظر التجول المفروض على السويس، التقط هو وأصدقاؤه الذين شاركوه الفعل ذاته صوراً توثق مشاركتهم فى تظاهرات خرق حظر التجول، وأثناء التقاط الصور قال لأحد أصدقائه: «نفس أيام الثورة»، قرر عصام النزول إلى الشارع «تعبيراً عن عدم اقتناعه بأى مما جاء فى خطاب الرئيس محمد مرسى، لتأخره أولا، ولعدم موضوعيته ثانياً، ولأنه نفس الأسلوب الذى كان متبعاً فى السابق». الساعة تدق التاسعة، موعد الحظر الذى تم خرقه قبل أن يبدأ، هتف المتظاهرون: «الساعة تسعة»، وكرروها مراراً، الأجواء تبدو احتفالية، علت أصوات «الكلاكسات» الصادرة عن الدراجات النارية التى تتقدم المسيرة، وأصوات أبواق «الفوفوزيلا» التى تظهر فى تشجيع مباريات كرة القدم، وأصوات الألعاب النارية التى لم تتوقف، وشعلات النار التى تعلو بفعل زجاجات «البيروسول» المقاوم للحشرات، وهتافات المتظاهرين المدعومة بتصفيقهم الحاد. وصلت المسيرة التى تحشد آلافاً من سكان السويس إلى «ميدان الخضر» أحد ميادين شارع الجيش، وهو الميدان الذى يتفرع منه شارع المحافظة الموجود فيه مقر مديرية الأمن؛ حيث تتمركز قوات الجيش فى محيطه، حاولت «موتوسيكلات» المقدمة الدخول فى شارع المحافظة، إلا أن عدداً كبيراً من المواطنين المشاركين فى المسيرة من ذوى الأعمار الكبيرة تحايلوا عليهم بعدم «جرّ المسيرة والناس للاصطدام مع الجيش، وألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة»، استجاب قائدو «الموتوسيكلات» وقسموا أنفسهم لمجموعتين، الأولى تمترست أمام شارع المحافظة لمنع المتظاهرين من دخوله إلى حيث توجد قوات الجيش، والثانية واصلت المسير فى شارع الجيش الذى انطلقت المسيرات من أوله عند ميدان الأربعين فواصلت سيارات البث وكذلك المتظاهرون المسير خلف الموتوسيكلات. فى التظاهرات ظهر العنصر النسائى؛ حيث سارت بعض السيدات ضمن المسيرة مجتمعات على أحد جانبيها، وقد أمسك بعضهن بأوانى طهى وملاعق كبيرة، رُحن يحدثن بها ضجيجاً فى الشارع. يقول أحمد محمد، الشاب العشرينى المشارك فى المسيرة: «لم تتغير الأحوال كثيراً فى أسلوب إدارة البلاد فى هذا النظام عن النظام البائد كثيراً، نفس التأخر فى الاستجابة للشارع، نفس الخذلان الذى يظهر به الرئيس، ولو كان قد استجاب لبعض مطالب المعارضة يوم 24 يناير، لما وصلت الأوضاع إلى ذلك الحد». رسالة واحدة حاول أحمد وأصدقاؤه إرسالها إلى رئاسة الجمهورية بمشاركتهم فى تلك التظاهرة التى تخرق حظر التجول الذى بدأ نظرياً بعد التاسعة، لكنه على الأرض لم يطبق، والرسالة هى «أن السويس لن تركع، ولن يتم تطبيق حظر على أهلها» -يقول أحمد محمد. احتفى المتظاهرون أثناء عودتهم إلى ميدان الأربعين؛ حيث بدأت المسيرة بمدرعات الجيش؛ حيث ردد المتظاهرون هتاف «الجيش والشعب إيد واحدة» بينما اعتلى بعض المواطنين المدرعات، فى حين حاول مواطنون آخرون إنزالهم عن المدرعات؛ لأنهم قد يتسببون فى «أذى للجنود البسطاء الذين اعتُليت مدرعاتهم»، وأثارت صورة الحملة الانتخابية للرئيس محمد مرسى، منذ أيام الدعاية الانتخابية لانتخابات الرئاسة، بعضهم فمزقوها. وصلت المسيرة إلى ميدان الأربعين لتستمر فى مكانها -حيث بدأت- حتى الساعة الثانية من صباح اليوم التالى، بينما يتواعد المتظاهرون على تكرار المسيرة فى اليوم التالى، وبشكل مستمر طيلة الثلاثين يوماً التى أعلنها الرئيس محمد مرسى أيام حظر للتجول فى محافظات القناة الثلاث. أخبار متعلقة: مدن القناة تهزم «مرسى» بالعصيان المدنى «بورسعيد» تحتفل بالحظر.. طبول وبالونات ودفوف وضحكات فى «مدينة ساهرة» «الإسماعيلية».. مسيرات حتى الصباح.. و«مبارة ودية» بين الألتراس والبلاك بلوك