"إسرائيل اليوم": مرسي أخطأ في إطاحته ب"طنطاوي" قبل ضمان استقرار مصر

محلل الشؤون العربية بالصحيفة: مصر لم تعد "أرض النيل الرائعة".. ولم يتغير شيء سوى اسم الرئيس

قال الكاتب الإسرائيلي بوعز بيسموت، محلل الشؤون العربية بصحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، إن تحذيرات وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، تنذر بتدخل جديد للجيش في السياسة، حيث إنه منذ أن أطاح مرسي بالرئيس السابق للمجلس العسكري، المشير حسين طنطاوي، كان مرسي يحاول أن يُظهر نفسه على أنه القائد الوحيد الذي لا يحتاج لأحد، ولكن تحذيرات السيسي جاءت لتؤكد له معنى "العزلة والتفرد" اللذين يحاول أن ينتهجهما.
وتابع: "مصر اكتشفت هذا الأسبوع، بعد عامين على إسقاط مبارك، أن الدم في الشوارع المصرية هو نفس الدم، وأعمال العنف والشغب هي نفسها، والشعارات هي الأخرى واحدة، الشيء الوحيد الذي تغير هو الرئيس. ربما اختطف مرسي الحكم، ولكنه نسي أمرا واحدا، وهو أن الشعب يطالب بعيش وحرية وعدالة اجتماعية، وهو لا يستطيع إلا أن يوفر كتب القرآن، ومن الطبيعي أن ينتفض الشعب ضده، فالكتب المقدسة لا تشبع جوع الشعب".
وأشار بيسموت إلى أن الإخوان استطاعوا قراءة الخريطة السياسية بشكل جيد في بداية الثورة، ولكن مع مرور الوقت، اكتشفوا أنهم تسرعوا في تصرفاتهم، لم يكن على "الطيار المساعد"، وهو مرسي هنا، أن يطيح ب "الكابتن"، وهو طنطاوي، إلا بعد أن تستقر الطائرة وتهبط على الأرض.
وأضاف: "مرسي خطط لأن يخرج إلى برلين كرئيس بعد أن حصل على الثناء من أوباما بسبب قدرته على إنهاء الصراع العسكري بين حماس وإسرائيل منذ عدة أشهر، ولكنه كان سيخرج وكل بلاده مدمرة ومنهارة، فمثلا السياحة أصبح وضعها كارثي، وارتفعت الأسعار بنسبة كبيرة. وحتى الشيء الوحيد الذي كان يضحك المصريين، وهو برنامج الإعلامي باسم يوسف، مهدد بالضياع هو الآخر بسبب الدعاوى القضائية ضده". وأنهى مقاله قائلا: "ثورة التحرير لم تأتِ بالخبز ولا بالحرية، ولم تأتِ حتى بالسخرية، مصر لم تعد هي أرض النيل الرائعة التي ينظر إليها العالم".*