ويا أخى تحس إن الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم كان أمين شرطة قديم واترقى ملازم، لذا يجمع بأنه جايبها من تحت وأنه عايز يفهم اللى قدّامه إن البدلة مش واسعة عليه، وإنه يستحق الترقية.
هذا الكلام بان واتضح مع أزمة تسريب الامتحانات فى الثانوية العامة، تلك الأزمة التى أخدها الشربينى على صدره مرة واحدة وصرخ «زمن اسمه إيه خلاص.. مش أنا اللى تتسرب امتحانات فى عهدى.. مش أى قط يتقال له يا مشمش»، فاكتشفنا مع أول امتحانات أنهم كلهم مشمش، بس بيعافروا.. لم أهتم بتصريحات الوزير ولا رجال وزارته التى ملأت الصحف عن أنهم مظبطين ومسيطرين وإن النملة مش هتعرف تعدى من اللجان، الكلام معتاد يتردد فى ذكرى الهرى السنوى للثانوية العامة، كل ما شغلنى نظرية «قلة الحيلة» التى شميت ريحتها من التصريحات التى تطالب بإغلاق السوشيال ميديا خلال فترة الامتحانات، حد يقولى إن الوزير لم يطالب فى البرلمان بإغلاق فيس بوك وتويتر وقت الامتحانات، كنت أتخيل أنه سيطلع النواب على آخر المستجدات والحلول التى لديه فاكتشفت أننا أمام الملازم الطيب اللى مش عايز يعمل مشاكل تبوظ له ترقياته اللى قبل المعاش، وإنه عايز يقفل ع الموضوع ويقفل فيس بوك وتويتر ويورونى هيغشوا إزاى ولا هيبعتوا لبعض الإجابة والأسئلة بأى طريقة، الأمر لم يتوقف عند ذلك فالرجل الطيب كشف عن مخططه لمواجهة العيال بتاعة الغش والتسريب على الإنترنت بأنه هيواجهها من خلال خطب الجمعة وإن الغش حرام وكده.. ألطم يا ناس.
طيب مبدئياً المساجد والمشايخ وخطب الجمعة تبع وزير الأوقاف، يعنى بلاش نقطّع على شغل بعض وكل وزير يخليه فى أكل عيشه وما يبصش لأخوه فى اللقمة اللى بياكلها.
ثانياً وهذا هو الأهم، أن السيد الدكتور الهلالى الشربينى أنعم وأكرم يجلس على نفس مقعد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين.. تخيل.. آه والله العظيم على نفس المقعد الذى جلس عليه أهم وأعظم وأفضل من نادى بحرية العقل وتحرك من أجل تنوير المجتمع يأتى من يختصر حل مشكلة لديه بأنه هيوصى المشايخ يتكلموا ويوعوا أولياء الأمور والطلاب إن الغشاش هيروح النار، أظن لو أن طه حسين بُعث من جديد لدقيقتين لاختار أن يذهب إلى مقر الوزارة ليقول للهلالى الشربينى «تصدق إنى غلطان اللى فكرت فى مجانية تعليم خلتك وزير».