«مرسى» يهدد بالإصبع.. ومدن "القناة: الطوارئ للخرفان

«جبهة الإنقاذ» ترفض التهديد.. وأهالى القناة ينزلون إلى الشوارع لتحدى «حظر التجول».. ويهتفون «الطوارئ على جزمتنا».. وخبراء: «الطوارئ» باطل دستورياً

فى أول رد فعل غاضب، اتهمت القوى السياسية والثورية الرئيس مرسى بإسقاط الدولة، وإطلاق الضوء الأخضر لقتل المزيد من المعارضين والمتظاهرين فى الشوارع، رافضة لغة التهديد والإجراءات الاستثنائية، التى اتخذها ضد شعب القناة، وإعادة شبح الطوارئ الأسود، وقال مصطفى الجندى، مسئول العمل الميدانى بجبهة الإنقاذ، إن جماعة الإخوان هى الثورة المضادة، مضيفا: مرسى أسقط دولة القانون، وجماعته أول من استخدم السلاح، مشيراً إلى اجتماع الجبهة اليوم للرد على قرارات مرسى، ودعوته للحوار. وقال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن مرسى انفصل عن الواقع، ولا يريد الاعتراف بما يحدث، مضيفا: مبارك لم تنفعه الطوارئ التى فرضها لمدة 30 سنة. وقال طارق الخولى وكيل مؤسسى حزب 6 أبريل إن مرسى أعطى الضوء الأخضر للأمن، لقتل المزيد من المعارضين فى الشوارع، مستدركا: لكن القوى الثورية ستلقنه درساً قوياً اليوم، فى ذكرى جمعة الغضب.
وعبر أهالى القناة عن تحديهم لحالة الطوارئ وحظر التجول، واحتشد العشرات من أبناء السويس بميدان الأربعين، وقطعوا شارع الجيش، وهتفوا «السويس قالت كلمتها. الطوارئ على جزمتها». وقال على أمين، القيادى الوفدى إن قرارات مرسى مرفوضة من شعب السويس، وأبناء المدينة الباسلة لن يخضعوا للإخوان، والرئيس لن يلوى ذراعنا، مشددا على أن الثوار سيخرجون مساء غد، فى مدن القناة كلها، تحديا ل«طوارئ مرسى». وقال عادل أبوعيطة، مؤسس «التيار الشعبى» إن شعب السويس لن يرضخ للتهديدات.
وفى الإسماعيلية، قال إبراهيم شوقى، القيادى بجبهة الإنقاذ، إن قرارات مرسى استخفاف بالمواطنين والقوى السياسية. وقال صلاح الصايغ، النائب الوفدى، إن الخطاب أشعل النار فى النفوس الثائرة. وقالت سعاد حمودة، نقيب الصيادلة، إن مرسى يريد إخراس شعب القناة، الذى يقف ضد مخطط استيلاء قطر على أراضى شرق التفريعة. وفى بورسعيد، قال جرجس جريس، عضو حزب المصريين الأحرار، إن شعب بورسعيد لا يخضع للتهديد. فيما رحبت القوى الإسلامية وحدها بالقرارات، وقال أحمد سبيع، المستشار الإعلامى ل«الحرية والعدالة» إن خطاب الرئيس ألقى الكرة فى ملعب جبهة الإنقاذ.
وقال عصام الإسلامبولى المحامى بالنقض إن إعلان الطوارئ مخالف لما نص عليه الدستور الجديد شكلا وموضوعا، حيث اشترطت المادة 148 من الدستور بعض الأمور لإعلان الطوارئ، أولها الحصول على رأى الحكومة، وهو ما لم يحدث. وقال الدكتور محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق إن خطاب مرسى يكرس القمع لمواجهة الاحتجاجات والمظاهرات التى وصفها بأنها منحرفة وخارجة عن الشرعية.
وأصدر الرئيس قرارا جمهوريا بفرض الطوارئ، فى محافظات القناة الثلاث: السويس والإسماعيلية وبورسعيد، لمدة 30 يوما، وحظر التجول بين 9 مساء و6 صباحا، بدءا من ليلة أمس، وقال فى خطاب متأخر، إن أيادى آثمة تسىء للوطن، خرجت عن سلمية الثورة، ووصف ما جرى من أحداث عنف، بأنه الثورة المضادة بوجهها القبيح، فيما دعا رموزا وطنية للحوار. ووجهت الرئاسة، عقب الخطاب، الدعوة لحوار وطنى، بالقصر الجمهورى مساء اليوم، إلى كل من عمرو موسى وأيمن نور وحمدين صباحى وسليم العوا، إضافة إلى رؤساء 11 حزبا بينهم حزب الدستور الذى يرأسه الدكتور محمد البرادعى.