قالت الطيارة الأوكرانية ناديا سافشينكو، التي عادت إلى بلادها بعد أن قضت عامين في الحجز الروسي، إنها سوف تترشح للانتخابات الرئاسية إذا ما كانت هذه رغبة الأوكرانيين. ولقيت "ناديا" عند عودتها استقبالا حافلا جعلها الشخصية العامة الأكثر شعبية في أوكرانيا، وفي أول مؤتمر صحفي لها عقب عودتها، قالت سافشينكو للصحفيين أمس الجمعة، إن أقصى ما تتمناه هو عودتها إلى عملها كطيارة حربية، ومع ذلك، أضافت أنها سترغب في الترشح لمنصب الرئيس "إذا كان الأوكرانيون يريدون ذلك". وعادت الطيّارة الأوكرانية سافتشينكو يوم الأربعاء إلى كييف على متن طائرة الرئيس الأوكراني، وتوجهت فورًا إلى مقر الرئاسة للقاء الرئيس بيترو بوروشينكو، الذي سبق أن أصدر بدوره عفوًا عن المواطنين الروسيين، ألكسندر ألكسندروف ويفغيني يروفييف، اللذين عادا بدورهما إلى موسكو على متن طائرة حكومية. وكان حكم صدر على سافتشنكو في روسيا بالسجن 22 عامًا بتهمة قتل صحفيين روسيين اثنين شرق أوكرانيا، وهو ما نفته سافتشنكو، وجاء الإفراج عنها ضمن عملية لتبادل الأسرى مقابل الإفراج عمن يقال إنهما جنديان روسيان، وكان الروسيين إيفغيني يروفيف وألكسندر ألكسندروف تم نقلهما في وقت سابق من كييف إلى موسكو. وأوضح دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الكرملين، أن بوتين قبل إصدار قرار العفو عن سافتشينكو، اجتمع صباح الأربعاء بذوي الصحفيين الروسيين، إيغور كورنيليوك وأنطون فولوشين، اللذين قتلا في جنوب شرق أوكرانيا في يونيو العام 2014، جراء عملية قصف شاركت سافتشينكو في تنفيذه. وأضاف بيسكوف أن أقارب القتيلين رفعوا طلب العفو عن سافتشينكو إلى الرئيس الروسي، في مارس الماضي، بعد لقاء جمعهم بوسيط أوكراني. وشكر بوتين ذوي الصحفيين على قرارهم الإنساني قائلا: "أريد أن أشكركم على هذا الموقف، وأن أعرب عن الأمل في أن تأتي هذه القرارات انطلاقًا من اعتبارات إنسانية، ستساعد في تخفيف حدة المواجهة في منطقة النزاع وتجنب مثل هذه الخسائر البشرية المخيفة". وأكدت سافتشينكو، البالغة من العمر 35 عامًا، في تصريحات صحفية بعد عودتها إلى أوكرانيا، استعدادها للعودة إلى ميادين القتال في جنوب شرق أوكرانيا. وواصلت قائلة: "إنني مستعدة لأضحي بحياتي مجددًا في ميدان القتال من أجل أوكرانيا، كما أنني سأبذل الجهود القصوى من أجل إخلاء سبيل جميع المعتقلين (الأوكرانيين في روسيا)". وأشارت سافتشينكو، التي ظهرت للصحفيين في مطار كييف، حافية القدمين، إلى أنها بحاجة إلى فترة نقاهة، وأضافت مازحة أنها تريد أن تشرب لترين من الفودكا لتستعيد مقدرتها. وكان في استقبال سافتشينكو والدتها وأختها وزعيمة حزب "باتكيفشينا"، يوليا تيموشينكو، علمًا بأن سافتشينكو أصبحت منذ عام ونصف عضوًا في البرلمان الأوكراني ضمن قائمة حزب "باتكيفشينا" رغم بقائها محتجزة في سجن بروسيا، منذ يوليو عام 2014.