اعتبر إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود، الدكتور محمد المنسي، في خطبته، في حضور الدكتور محمد البرادعي، منسق جبهة الإنقاذ الوطني، وحمدين صباحي، القيادي بالجبهة، أن كثير من أهداف الثورة لم تتحقق، موجها رسائل للرئيس ومؤيديه وقوى المعارضة. وقال المنسي: اليوم في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، كثير من أهداف الثورة لم يتحقق بعد، لقد كان شعار الثورة عيش حرية عدالة اجتماعية، أغلبها لم يتحقق حتى الآن، متسائلا: هل سيمضي وقت طويل حتى تتحق هذه الأهداف، هل سيكون أمامنا وقت طويل حتى نكون شركاء في صنع مستقبل الوطن؟، "إجابة تحتاج لوقت طويل، وسوف استعيض عن ذلك بتوجيه رسائل إلى القوى السياسية المختلفة". وقال الخطيب "أناشد الرئيس أن يستمع لصوت المعارضين أكثر من سماعه لصوت المؤيدين، كما أناشد سيادته أن يكون رئيسا لكل المصريين وأن يكون ذلك بالأعمال لا بالأقوال. وأضاف: الرسالة الثانية أوجهها للمؤيدين عليكم بالاعتدال في التأييد والمبايعة فنحن بشر نخطئ ونصيب والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وتذكروا الرسول حين قال "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين، وعليكم أن تلتزمون بيوتكم، درءا للمفاسد وهو مقدم على جلب المصالح. وعليكم ألا تصفوا المعارضين بالخونة والعملاء والكفار، هذه الطريقة لاتخدم قضيتكم، بل تضر بكم وتذكرنا بالنظام السابق، عليكم أن تدركوا أن المعارضة القوية هي الوجه الآخر للنظام القوي، والمعارضة هي جزء من النظام الديمقراطي فلا تضيقوا بالمعارضين. وللمعارضين أقول: لولا معارضة النظام السابق فما استطعنا أن نزحزحه، والمعارضة حق لكم، ولا تعني إسقاط النظام وإنما تصويب أخطائه، داعيا إياهم أن "تكون مظاهراتهم سملية إلى آخر مدى"، مضيفا "التغيير الذي ننشده ليس تغيير أشخاص أو أحزاب وإنما تغيير ثقافة مجتمع تجذر فيه الفساد". وقال الخطيب "الأمانة مع الله أن تسعى جاهدا لطاعة الله، إن لم تطع ربك وفضلت أن تعيش عاصيا لربك فأنت خائن للأمانة مع الله، أما الأمانة مع النفس أن تكون طبيبا لنفسك وأن تحافظ على صحتك البدنية والعقلية، لأنها أمانة، وهؤلاء الذين يعذبون أنفسهم بسراب أو بمزاج إنما يخونون أمانتهم على أنفسهم، فأنت أمين على نفسك، واختر لنفسك ما يناسب قيمتها وقدرها، والله سبحانه وتعالى يباهي بك إذا اطعته". كما ركز الإمام على قيمة الإتقان في العمل، وأضاف: الحكم أمانة، لذلك يقول الله تعالى "إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، وأشار إلى أن الحاكم إذا اختار مسؤولا وهناك من هو أصلح منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ودخل فيما نهى الله عنه، لافتا إلى أن المعني بهذه الآية الحكام والقضاة.