أغلبهم لا يعرف معنى «فيس بوك» فلا الأطفال منهم جربوه بعد، ولا العجائز يملكون صبر التعرف عليه، لكنه بلا شك كان سبباً فى إنقاذ حياتهم. المواطن على محمد أحمد محمد طه، رجل عجوز، وجد مغشياً عليه فى الشارع، حمله بعض المارة إلى مستشفى أوسيم، بمحافظة الجيزة، وهناك استقبله الدكتور الحسن جمال: «ظل مغشياً عليه 24 ساعة، لكنه كان يحمل بطاقة مكتوباً عليها: قنا - الأقصر - الحبيل - نجع عوض الله، مع رقمه القومى. يبدو أنه زائر للمحافظة، وأن أحدهم ضربه ضربة قوية على رأسه أفقدته الوعى، كتبت رسالة على موقعى فيس بوك وتويتر قلت فيها: الراجل ده مغمى عليه فى مستشفى أوسيم محافظة الجيزة بقاله كذا يوم، الرجاء المساعدة فى إيجاد أهله أو التعرف عليهم، من يستطيع أن يساعد فى إيجاد أهله والوصول إليهم يتصل على الأرقام التالية».. وبالفعل ساعدنى موقع فيس بوك على الاتصال ببعض معارفه. ليس عم على فقط هو من مر بهذه التجربة وأنقذه موقع فيس بوك من الضياع فى محافظة كبرى كالجيزة، فهناك طفل آخر أنقذته العناية الإلهية ومن بعدها عناية فيس بوك، فكثيراً ما تداول الناشطون على الموقع الشهير صورة لطفل جميل مكتوباً إلى جوارها: «تم العثور على هذا الطفل على جانب الطريق المتفرع من طريق مصر الفيوم المؤدى إلى ما بين سوق الجملة ومدينة الإنتاج الإعلامى بجوار مشروع (ابنى بيتك).. فعلى من يتعرف على هذا الطفل الاتصال على الأرقام التالية...». ظلت الصورة على الشبكة يتداولها رواد الموقع قرابة 5 أشهر، الطفل الذى لم يتعد عمره 3 سنوات عثر عليه رجل يدعى جمعة سيد: «وجدت الطفل فى الصباح الباكر أثناء ذهابى إلى عملى فى مدينة السادس من أكتوبر، كان الأمر مخيفاً، أن ترى طفلاً يقف وحده فى السادسة صباحاً فى الصحراء، أخذته معى إلى العمل، وحين انتهيت ذهبت به إلى البيت، وظل عندى يومين، ثم أخذته وذهبت إلى القسم لأحرر محضراً بالعثور عليه، فأرسلنى القسم مع ضابط شرطة إلى دار رعاية تابعة لجمعية رسالة، سلمت الطفل لهم ورحلت، لكننى داومت على السؤال عنه ومتابعته، وقد كان وضع صورته على موقع فيس بوك اقتراحاً من أحد زملائى الذى ساعدنى فى نشرها مع رقم تليفون، وبالفعل وضعناه وأرسلنا صورته إلى قناة «لورد» الفضائية، وطلبت منى قنوات أخرى أن أتحدث عن الطفل لكن ظروف عملى منعتنى». يتابع: «ذات يوم كنت أسأل عنه ففوجئت أن والده أخذه من الدار، فسألتهم فى الجمعية، كيف تأكدتم أنه والده؟.. فقالوا إن معه شهادة ميلاده وصوره، وأنه أنهى الإجراءات التى تؤكد أبوته له، وأخذه ورحل. اتصلت بالرجل لأطمئن على الطفل، لكننى لم أكن متأكداً إلى حد بعيد أنه والده». «هذا الطفل تائه ومريض، وجدناه وهو يلقى نفسه فى النيل (القاهرة - المعادى) والشرطة تطلب مساعدتنا فى نشر صورته والوصول لأهله، وهو الآن بقسم المعادى».. صورة أخرى لطفل انتشرت على فيس بوك، يعيد المستخدمون نشرها من وقت لآخر على أمل العثور على أسرة الطفل.