كانت القاهرة مشهورة بلياليها الساهرة وحفلاتها الصاخبة وكانت متابعة أخبار أهل الفن والرياضة هى السائدة فى معظم اللقاءات بين الناس، مثل «فلانة اتجوزت، فلانة اتطلقت، فلان مرتبط، فلان هيحترف، وارقص يا حضرى ». والآن وبفضل نخبتنا السياسية تبدل المزاج المصرى بعد أن وجد فى هفوات وسقطات النخبة أفضل مادة للتسلية عما سبق.. قررت أن أبدأ ب«البرادعى» الذى كان أملنا وخيب آمالنا، رأينا فيه التغيير، وللأسف لم يعد لنا حلماً كما كان بعد أن قام باستيراد نخبه لحزبه، مما لا يدع مجالاً للشك، أفسدت كل الأحزاب التى كانت تعمل بها من قبل، فهذا الشاب البردعاوى «شعراوى» الذى توفى نتيجة إصابته بأزمة قلبية إثر مشادة مع أحد قيادات الحزب وهو يطالب بأن تكون المناصب فى الحزب بالانتخاب وليس بالتعيين كما يريدها جهابذة حزب الدستور، الذى قام على أكتاف الشباب، فتوفى الشاب واكتفى «البرادعى» الذى لقبناه ب«البوب» بكتابة تغريدة للتعزية ولم يحضر جنازته.. وإلى الدقى حيث بيت الأمة والأحاديث الصاخبة والتصريحات المتضاربة من رئيسه وقياداته تارة يصرحون سنخوض الانتخابات البرلمانية فى قائمة منفردة وتارة فى قائمة جبهة الإنقاذ ولا أعرف أين الحقيقة! وعلى الجانب الآخر استقالت مارجريت عازر من حزب الوفد منذ أيام قليلة وعلمت أنها انضمت لحزب المصريين الأحرار واندهشت من خبر ترشحها للهيئة العليا للحزب!! يعنى استقالتها من «الوفد» لم يمر عليها 40 يوماً ولم يمر على تاريخ انضمامها ل«المصريين الأحرار» 6 أشهر وبعدين تترشح للهيئة العليا للحزب؟! أهو كله بتنجان يا حبيبى.. وهنا أتساءل: «متى يتعلم أهل السياسة العواجيز سياسة فن التقاعد؟ اعتزلوا رأفة بنا فالشباب هم المعارضة الشعبية الحقيقية وليسوا من معارضة المنابر أمثالكم التى لا تغنى ولا تسمن من جوع». ونتجه نحو دراما الأحزاب الإسلامية وحزب النور الذى انشق رئيسه عنه وأسس حزباً آخر اسمه «الوطن» عندما لوح له قائد «حازمون» المرشح المستبعد من الرئاسة لأن والدته تحمل الجنسية الأمريكية بأنه سينضم للحزب الذى يؤسسه.. وتوالت الحرب الإلكترونية بين حزب النور السلفى وحزب الوطن السلفى فالأول اتهم الأخير بسرقة الحساب الإلكترونى الخاص به وكله بما لا يخالف الشرع.. أما عن حزب الحرية والعدالة فحَدِّث ولا حرج، فهؤلاء عندما اقترح جمال مبارك مشروع الصكوك قاموا بمهاجمته قائلين: إزاى انت بكده هتبيع البلد، والآن هم أنفسهم ينفذون هذا المشروع، وأضافوا عليه كلمة «إسلامية» وعندما رفض الأزهر قاموا بإلغاء كلمة «إسلامية». وفى سقطة لهم أخرى أصابتنى بكريزة ضحك عندما علمت أنهم وافقوا على أن المرشح المستقل للبرلمان إذا نجح فيمكنه الانتماء لأى حزب بعد دخوله البرلمان رغم أنهم أيضاً عارضوا هذا بشدة أيام «المخلوع» عندما كان هناك من ينجح «مستقل» وبعد دخوله للبرلمان ينضم للحزب الوطنى.. بالذمة مش لازم أضحك وأهو كله باسم الدين... المهم أن الشعب مبقاش يسمع مزيكا ولا بيروح سينما ولا بيتفرج على ماتشات الكورة زى زمان واكتفى بمغامرات نخبتنا السياسية التى أصابها الجمود وأصبحت مثاراً للضحك والسخرية.. طيب إيه الحل؟ نستورد نخبة سياسية محترفة من الخارج ونعمل زى أندية الكورة يمكن نعرف ناخد الدورى، أقصد البرلمان ويقودوا البلاد!! حتى لو ينفع نستورد نخبة من الخارج مفيش أصلاً عملة صعبة فى البلد ولا فيه فلوس أصلاً.