وسط هموم شعبنا السياسية والاقتصادية والمعيشية التى يعيشها وينتظر زمن الاستقرار، تستضيف بعض المحطات الفضائية (فلان) من التيار السلفى الذى يخرج علينا بتواتر بفتاوى وآراء شديدة الغرابة مرة عن السياسة ومرة عن أن نجيب محفوظ منحل والآن عن أن كرة القدم حرام شرعاً لأنها ليست من الألعاب الشرعية التى تتضمن مهارات قتالية كالرماية والمبارزة والفروسية، والخطأ ليس على الرجل فهذه آراؤه وهو حر فيها ولكن الخطأ يقع على أجهزة الاعلام الباحثة عن كل ما هو مثير أو غريب لتقدمه ربما بحثاً عن رفع نسبة المشاهدة أو زيادة الاعلانات وهنا تكمن المسئولية الضميرية للاعلام الذى قد يقدم ضيوفاً يسببون لغطاً فى المجتمع المصرى الذى لم يعد يتحمل ذلك. فما العيب فى كرة القدم اذا كان العالم كله يلعبها فهى رياضة محببة لدى الجميع، حتى فى أكثر الدول تشدداً ووهابية. فعلى (فلان) بدلاً من أن يفتى لنا إن كانت الكورة حلال ولا حرام، فليفكر فى مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية الكثيرة وكيفية الخروج منها لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة والاستقرار فلماذا هذا الاصرار على الخلط ما بين المقدس والمدنس؟ ثم يأتى رئيس حزب النور السلفى ليؤكد على عدم الالتفات الى الفتاوى التى تصدر من قبل شخص يقصد (فلان) وأن مجمع البحوث الإسلامية هو المرجع الوحيد، الذى يقود الأمة لما هو حلال أو حرام وهذا هو الرأى السديد وياليت (فلان) يفهم الرسالة ويصمت عن كل ما هو غريب ولتكف أجهزة الإعلام عن البحث عما هو مثير ولتلتفت إلى ما هو أهم.