بدأ قادة المعارضة السورية اليوم محاولة ثانية لتشكيل حكومة انتقالية، ما يضع مصداقية المعارضة على المحك مع انزلاق البلاد أكثر في أتون الحرب الأهلية. ويمكن أن يساعد الاتفاق داخل الائتلاف الوطني، الذي يجمع المعارضة السورية، على تهدئة بواعث القلق الدولية تجاه احتمال تفكك سوريا على أسس عرقية وطائفية في حالة سقوط الرئيس السوري بشار الأسد. وقد يسلط الفشل في المحادثات التي تعقد في أحد فنادق اسطنبول الضوء على الانقسامات داخل الائتلاف الذي تشكل قبل شهرين في قطر بدعم من الغرب كما يمكن أن يقوض هذا الدعم. وقال المعارض البارز وعضو الائتلاف كمال اللبواني أن الائتلاف بحاجة إلى اختيار رئيس وزراء على الأقل للحفاظ على مصداقيته كبديل ديمقراطي لأربعة عقود من حكم الأسد وأبيه الرئيس الراحل حافظ الأسد. أضاف اللبواني، وهو واحد من الأقلية الليبرالية في الائتلاف الذي يهيمن عليه إسلاميون، "الائتلاف هيئة تشريعية وهو بحاجة إلى كيان تنفيذي. وقعت أخطاء كثيرة والشعب في الداخل الذي يفترض أننا نمثله يشعر بالتهميش". ومع تراجع الآمال في التوصل إلى اتفاق لتنحي الأسد يتعين أن يكون اختيار أي رئيس للوزراء موضع قبول من جانب المعارضة التي تحقق مكاسب ميدانية على الرغم من القصف الجوي والمدفعي. وكان تعيين حكومة انتقالية جزءا من الاتفاق الأصلي الذي تشكل على أساسه الائتلاف العام الماضي. لكن مصادر مختلفة في المعارضة قالت إن بعض قادة المعارضة تزايد قلقهم خوفا من تأثير القوى الغربية على الوضع بما قد يؤدي إلى تشكيل حكومة يمكن أن تتفاوض مع الأسد وتترك الدولة القمعية التي تحكمها الأقلية كما هي. وقالت مصادر بالمعارضة إن جماعة الإخوان المسلمين القوية، وهي القوة السياسية الوحيدة المنظمة في صفوف المعارضة، تعارض تشكيل حكومة في الوقت الحالي على الرغم من أن أعضاء مدعومين من العرب والغرب في الائتلاف يريدون تشكيل مثل هذه الحكومة. وتشكل الائتلاف الذي يضم 70 عضوا بدعم غربي وخليجي في قطر في بداية ديسمبر. وبرز صراع القوى بسرعة بين أعضاء الائتلاف وهو ما انعكس في المحاولات الفاشلة لتشكيل حكومة انتقالية. وقال اللبواني، السجين السياسي السابق، إن الحكومة الانتقالية لن تتفاوض على أي اتفاق يبقي الأسد في السلطة، مضيفا أنه سيرشح رئيس الوزراء السابق رياض حجاب وهو أرفع مسؤول ينشق على الأسد منذ بداية الانتفاضة ليكون رئيس الوزراء الانتقالي القادم. ورفض اللبواني المخاوف لدى المعارضة من أن حجاب كان يعمل لسنوات في خدمة نظام الأسد. وقال "لا أعرف ما هي المشكلة. حجاب مؤهل وهو الآن يخدم الثورة. لدينا بالفعل مئات من المنشقين في الجيش السوري الحر".