أزمة كبيرة ضربت السويس بعد جلسة محاكمة قتلة متظاهرى السويس أمس الأول التى تنازل خلالها أسرتا الشهيدين محمد أحمد يوسف وشريف رضوان، وبعض أسر المصابين، عن اتهامهم لرجل الأعمال إبراهيم فرج ونجليه بقتل أبنائهم، وهو الأمر الذى تسبب فى زلزال كبير بالسويس قبل أيام قليلة من الاحتفال بثورة يناير، وتبادلت أسر الشهداء الاتهامات بخيانة الدم مقابل الحصول على أموال طائلة من المتهمين. أسرة الشهيد شريف رضوان، وعلى رأسها شقيقه تامر المتحدث الرسمى باسم أسر شهداء السويس، تنازلت عن اتهام رجل الأعمال إبراهيم فرج دون علم زوجته هند عربى مصطفى، التى أصيبت بصدمة كبيرة فى قاعة المحكمة، وقالت والدموع تنهمر من عينيها: «سأكمل المشوار وحدى للقصاص لدم زوجى، إزاى فى لحظة كده دم شريف يرخص ويهون، ويتباع بالطريقة دى، ومن مين؟ من أهله اللى كانوا دايماً بيقولوا إنه كان أعز واحد عندهم. أنا مش عارفة هاقول إيه لاولاده عمر وشهد لما يكبروا، هاقولهم ان أهل ابوكم باعوا دمه من أجل المال، ولا هاخبّى عليهم وأسيبهم يعرفوا من حد غيرى. عندما سمعت المستشار أحمد رضا وهو يؤكد تنازل كل من والد ووالدة وأشقاء زوجى عن القضية شعرت أننى فى غيبوبة». وكشفت عن أنها ستذهب غداً إلى مكتب المستشار أحمد عبدالحليم المحامى العام لنيابات السويس لتقدم طلباً رسمياً بأنها لم تتنازل عن القصاص لدم زوجها، وقالت: «تامر رضوان، شقيق زوجى، طلب منى التنازل عن القضية، وعرض علىّ أحد أقارب إبراهيم فرج رجل الأعمال المتهم فى القضية، التنازل مقابل 100 ألف جنيه، ولكنى رفضت كل هذه الإغراءات، لأن دم زوجى أغلى من كنوز الدنيا». من جانبه نفى تامر رضوان شقيق الشهيد شريف الاتهامات ببيع دم شقيقه، وقال ل«الوطن»: «لا صفة لى، ولست وريثاً لشقيقى حتى أتنازل عن دمه، ووالدى ووالدتى هما من تنازلا عن اتهام إبراهيم فرج رجل الأعمال ونجليه بصفتهما موجودين فى إعلان الوراثة وليس كما تدعى زوجة الشهيد بأنه ليس هناك أى وريث غيرها هى وأبناؤها». وأضاف: «فى القرآن الكريم نفسه هناك شىء اسمه قبول «الدية» فالأمر ليس بالغريب عن الإسلام، وهناك العديد من أسر الشهداء فى بعض المحافظات تنازلوا عن قضايا قتل أبنائهم، ففى محافظة الإسكندرية وحدها هناك 20 أسرة تنازلت عن القضايا». واعترف أنه بالفعل طلب من زوجة شقيقة التنازل عن اتهام إبراهيم فرج ونجليه، حتى لا تظلم أحداً، و يتعذب الشهيد فى قبره، وقال: «هى نفسها تعلم أننى لم أكن موجوداً مع الشهيد شريف لحظة استشهاده يوم جمعة الغضب فى الشارع الذى يقطن فيه إبراهيم فرج، ولم أشاهد من قتله حتى أتجنى على أحد، والتنازل عن اتهام إبراهيم فرج ونجليه ليس معناه التنازل عن القضية ودم شقيقى شريف، ولكننا سنستكمل المشوار فى البحث عن القصاص من القتلة الحقيقيين المتمثلين فى مدير الأمن الأسبق، ومن معه من المتهمين فى القضية من رجال الشرطة». وقال على الجنيدى «أبو الشهداء»، ووالد الشهيد إسلام: «تنازل بعض أسر المصابين وشهداء الثورة بالسويس عن اتهام إبراهيم فرج كارثة بكل المقاييس، تهز صورة أسر شهداء الثورة ونحن على أبواب الاحتفال بذكرى الثورة، ولا أعرف كيف هانت عليهم دماء أبنائهم إلى هذا الحد حتى يبيعوها من أجل حفنة جنيهات». وأضاف: «فوجئت بتامر رضوان يقدم تنازلاً موثقاً فى الشهر العقارى عن دم شقيقه الشهيد شريف، خلال نظر الجلسة، وهو الذى خرج علينا قبل ذلك لينفى عن نفسه الاتهام بالمتاجرة بدم شقيقه خلال رحلته إلى إيران مع بعض الأسر، وحصول كل أسرة على 25 ألف دولار من إيران، وها هو الآن يبيع دم شقيقه الشهيد مقابل 5 ملايين جنيه، وأنا مسئول عن كل كلمة أقولها». وقال: «قررت مجموعة من أسر الشهداء الشرفاء زيارة الرئيس مرسى فى قصر الاتحادية اليوم لوضع النقاط فوق الحروف لكل ما يتعلق بشهداء الثورة، وعلى رأسها حرمان الأسر التى تنازلت عن القضية من الحصول على المعاش الشهرى، وسحب أى امتيازات حصلوا عليها، وعدم التعامل معهم مرة أخرى كأسر شهداء، ويُستثنى منهم فقط زوجة الشهيد شريف رضوان، واعتبارها المسئولة عن التحدث باسم زوجها الشهيد شريف لأنها رفضت التنازل عن دم زوجها». وقالت الحاجة كوثر ذكى والدة مصطفى رجب، أول شهيد فى الثورة، إنها أصيبت بصدمة عندما علمت بخبر تنازل بعض أسر مصابى وشهداء الثورة بالسويس الذين باعوا دماء أبنائهم بالمال الذى أعمى أعينهم وحجّر قلوبهم. وأضافت: «أنا فى ذهول، وغير مصدقة لما حدث فى قاعة المحكمة، وهذا التصرف يسىء إلى أسر الشهداء، وينقص من قدرهم أمام الرأى العام».