أكد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، أن السفير المصري لدى إسرائيل ما زال متواجدًا بالقاهرة، منذ استدعائه عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن قرار عودته لم يتم بعد، موضحًا طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية الحالية بقوله إن "مصر مرتبطة مع إسرائيل بمعاهدة سلام، ومصر تحترم تعهداتها واتفاقاتها الدولية". جاء ذلك في حوار صحفي أجرته معه صحيفة "الحياة" اللندنية. وتطرق كامل إلى علاقة مصر بدول الخليج، خاصة الإمارات، نافيًا وجود توتر في العلاقات المصرية - الإماراتية على خلفية اعتقال 11 مصريًا على ذمة ما سُمي ب"تنظيم خلية إخوانية"، مؤكدًا حرص مصر على تعميق العلاقات مع الدول العربية؛ نظرًا لما يربطهم من عوامل تاريخية ومصير مشترك، ومؤكدًا أن مصر ليس لديها نية أو توجه لتصدير سياسات أو مواقف "أيديولوجية" إلى أي دولة في العالم، مضيفا أن "النظم السياسية تتغير وتبقى الشعوب". وانتقد وزير الخارجية ما ردده البعض عن "تعاطف دول الخليج مع النظام السابق، وهو ما انعكس على معاملة المصريين بها"، قائلًا: "لا أتعامل مع النيات لكن مع حقائق، ويمكنني أن أتعاطف مع أي اتجاه، ولكن في النهاية هذه علاقات عربية تتعدى الأنظمة والأشخاص، وما يبقى هو ما يجمعنا، وهو أكثر مما يمكن أن يفرقنا، واتضح رغم ما يُثار عن خلافات سياسية أو اقتصادية، فنحن في مركب واحد"، مشيرًا إلى أن "المواقف المصرية واضحة، ومصر على استعداد للحوار مع كافة الأطراف". واستعرض كامل الجهود المصرية بشأن الملف السوري، مؤكدًا أن موقف مصر ثابت ومتوازن منذ بداية الأزمة، وأثبت صحته رغم أن ما وُجِّه إليه من انتقادات ما زال قائمًا، مشددًا على ضرورة استجابة النظام السوري لمطالب الشعب، من خلال انتقال محكوم للسلطة إلى الديمقراطية بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ونسيج الشعب، مشيرًا إلى أن الجميع يتفق الآن على أنه من الأفضل الانتقال السياسي السلمي، وموضحًا عدم وجود اتصالات من الجانب المصري مع نظيره السوري على المستوى الرسمي في الوقت الحالي. ولفت وزير الخارجية إلى ارتباط العلاقات المصرية - الإيرانية بالملف السوري، موضحًا أن مصر أبلغت إيران أنها جزء من الأزمة السورية من خلال دعمها للنظام، ولديها الفرصة لتكون جزءا من الحل، مؤكدًا دور إيران المهم في الأزمة السورية ووجودها على الأرض في سوريا، ووصفها بأنها من الأطراف التي يمكن أن يكون لها تأثير، لو أرادت، على النظام السوري، وفي حال تدخلها لتحسين الوضع، وفقًا للرؤية التي وضعتها القاهرة، سيكون هناك مردود إيجابي في المنطقة، ولا تزال الفرصة بيد إيران لاستغلالها. وأكد كامل أن الاتصال المصري مع إيران لا يأتي على حساب أي طرف ثالث، خاصة أمن الخليج؛ نظرًا لأنه من ثوابت السياسة المصرية، مؤكدًا أن أمن الخليج هو أمن مصر، ومصر لن تسمح أبدًا لأي طرف بالتدخل فيه.