استقبل أهالى سوهاج أمس جثامين 8 من أبنائها الذين لقوا مصرعهم فى حادث قطار البدرشين؛ حيث شيع أهالى نجوع الصوامعة بمركز طهطا جثامين 3 شهداء، فيما ودع أهالى قرية برديس التابعة لمركز البلينة جثمان الشهيد «مصطفى على محمود لطماوى»، وشيع أهالى قرية بيت علام «الشهيدين» موسى حليم روفائيل وحميد سعد سعيد، اللذين دُفنا بمدافن القرية. كانت الساعات الأولى من فجر أمس قد شهدت وصول جثامين الشهيدين علاء السيد محمود عبدالرحيم إلى مسقط رأسه بمدينة طهطا، والشهيد «محمود السيد خلف أبوعقيل» إلى مدينة جهينة، فيما شيعت جنازة الشهيد «محمود صلاح محمود عفيفى» بعد صلاة الظهر من مسجد القاضى بمدينة طما. وخيَّم الحزن على قرية «نجع هرمس»، أحد نجوع الصوامعة، وتجمع الأهالى أمام منزل الشهيدين «وائل صبرة أحمد» و«محمود محمد على الدين». وطالب عبدالله كامل، صديق الشهيد «وائل صبرة»، بمحاسبة كل المسئولين، بداية من الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وحتى أصغر مسئول بهيئة السكة الحديد، قائلاً: «هذه الجريمة يجب ألا تمر مرور الكرام»، وتساءل: «ماذا سنقول لأشقاء الشهيد عاطف وعمر ووليد وطارق وهم يرون المستقبل فيه؟ ومهما حاول الأهل والأقارب والأصدقاء أن يواسوهم أو يعوضوهم عن شقيقهم الشهيد، فلن يتمكنوا». أمام أحد المنازل الصغيرة، وقف المئات يودعون «الشهيد محمود محمد على الدين»، وتساءلوا: إلى متى سيظل مرفق السكة الحديد يحصد الآلاف من أرواح المصريين وتستمر الفوضى فى هذا المرفق الحيوى؟ وقال محمد خلف، نجل عم الشهيد «حمادة رشدى عبداللاه»: إن حمادة كان سعيداً وفرحاً بدخوله الجيش ليخدم الوطن، وإنه يرى أن الفترة الحالية التى تمر بها البلاد تحتاج إلى وقفة من الجميع لعبورها. وقال الحاج محمود عبداللاه «عم الشهيد»: «حمادة كان طيب القلب، وعلى خلق يشهد به الجميع، وكان ملتزما دينيا؛ حيث كان يصلى الفرض فى وقته». وقالت «نورا»، شقيقة الشهيد: إنه كان سند البيت وذراع والده اليمنى. وقال عبدالقادر همام، عمدة قرية بيت علام، التى فقدت 2 من أبنائها فى الحادث: إن مصيبة أهل «بيت علام» كبيرة؛ لأن الشهيدين ليسا فقط ابنى أسرتيهما، فهما ابنا القرية جميعا أقباطاً ومسلمين، وإن الجميع يشعرون بالأسى والحزن على فقدهما، خاصة أنهما فى بداية حياتهما، وأنه يحتسبهما عند الله شهيدين. وقال العمدة: «إن حميد سعد سعيد يبلغ من العمر 20 سنة، ولديه 5 أشقاء، وإن والده رجل بسيط (على قد الحال) يعمل باليومية، وإن الشهيد الثانى موسى حليم روفائيل يبلغ من العمر 20 سنة، وهو أكبر إخوته، ولديه شقيقان، ووالده يعمل فى الكويت». وفى مدينة طما، شيَّع الأهالى جثمان الشهيد «محمود صلاح عفيفى»، الشهير باسم «إسلام الوردانى»، حاصل على دبلوم صنايع، ولديه 6 أشقاء، وهو أصغرهم سنا، وقال الأهالى: إن إسلام كان يعمل عتالا ليساعد والده، وكان مشهوداً له ب«طيبة القلب».