حالة من الصمت امتدت لبضع دقائق بين أهالي الشهداء وشباب الحركات الثورية، استمعوا خلالها إلى مقدمة المستشار أحمد رفعت –خلال محاكمة مبارك– وهو يلقى كلمات أشعلت حماس جميع من يسمعونه أمام أكاديمية الشرطة داعين الله أن يريح قلوبهم. "حكمت المحكمة على محمد حسنى مبارك بالسجن المؤبد" جملة المستشار أحمد رفعت التي كانت إيذانا ببدء الاحتفالات أمام بوابة 9 لأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة؛ حيث احتفل المئات من أهالي الشهداء وشباب الحركات الثورية التي حرصت على المجيء منذ الساعات الأولى من صباح السبت لمتابعة جلسة النطق بالحكم في قضية مبارك. وشهدت المنطقة المتواجد بها أهالي الشهداء حالة من الفرحة العارمة امتدت لدقائق معدودة بالحكم الصادر على الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، مع الاحتفال بالشماريخ والزغاريد والرقص على طريقة شباب الألتراس الذين رددوا بعض الأغانى الخاصة بهم للاحتفال وسط أهالى الشهداء. "حق محمد جه يا ماما" وسط بكاء شديد والسجود على الأرض متوجهة إلى الله بالشكر، صرخت شقيقة الشهيد محمد حفنى شهيد جمعة الغضب فى الهاتف لتبلغ والدتها التى منعها المرض من الحضور لمتابعة الجلسة أمام مقر أكاديمية الشرطة بالحكم الصادر ضد الرئيس "المخلوع". "دمهم كان أغلى ما فيها" كلمة قالتها والدة الشهيد كريم صابر، وهى تبكى على الحكم الذى أصدره المستشار أحمد رفعت، والتى وصفته بالهزلى وأنه لم يصل إلى أن ياتى حق الشهداء. على جانب آخر ولم يستطع أن يخفى فرحته، قال أخ الشهيد "مصطفى إبراهيم" إن النهاردة حسيت إن جزءا من دم اخويا جه، ولم أكن أتصور أن يصدر مثل هذه الاحكام الهزيلة ضد مبارك ونجليه ووزير داخليته، مؤكدا أنا كده ما اخدش دم اخويا وماكنش يكفينى غير الإعدام لمبارك وأولاده. مشيرا إلى أن "مبارك هيقضى الحكم عليه بالمؤبد على سريره فى المركز الطبى العالمى الذى يعلم المصريون جميعا أنه أفخم من أى فندق بالقاهرة ويعالج، فى حين أن اخويا لما اتصاب هو وشهداء الثورة والمصابين ما كناش لاقين حد يعالجهم". وأكد إبراهيم عبد الوارث -محاسب- "أنا ما حسيتش بجدية الحكم بصراحة لكن كان لا بد وأن يصدر المستشار أحمد رفعت حكم بالإعدام على علاء وجمال مبارك لأنهم مصوا دم الشعب المصرى لمدة عشر سنوات بداية من 2001"، مؤكدا أن مبارك أيضا كان يستحق الإعدام لأنه كان مسؤول عن شعب كان يشرب مياه الصرف الصحى بدل من مياه الشرب وأن أكثر من 50% من المصريين يعانون تحت خط الفقر". ووسط تلك التعليقات من المرحب بالحكم والرافض له والذى يراه دون المطلوب لم تختف دموع وأفراح وزغاريد البعض أمام أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، فى حين خيم الصمت التام على الجانب الآخر؛ حيث يقفون من يطلقون على أنفسهم "أبناء مبارك" وسط حالة من الحزن من الحكم الصادر ضد الرئيس المخلوع. وقامت قوات الأمن المركزى بالفصل بين أهالى الشهداء وأنصار الرئيس المخلوع بعد وقوع عدة اشتباكات لفظية بين عدد من شباب الثورة وقوات الأمن، قام على إثرها الجنود باستخدام العصي لتفريق المتظاهرين لكن سرعان ما عاد الهدوء إلى ساحة أهالى الشهداء أمام الأكاديمية. وشهدت الساحة إقبالا كثيفا منذ فجر السبت إلى مقر محاكمة مبارك من قبل أهالى الشهداء وشباب الحركات الثورية الذين حرصوا على تعليق بوستر كبير لجميع صور الشهداء وتعليق لافتات مكتوب عليها "يدفن الشعر الأسود فى المقابر والشعر الأبيض على الكراسى"، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر"، "تحيا مصر".