سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الفشل الكلوى» يغزو الخانكة بسبب محطة مياه «سرياقوس» الأهالى: نسب الحديد والمنجنيز بالمياه مرتفعة.. والحكومة تؤكد صلاحيتها رغم رفض «القابضة» تسلمها لعدم مطابقتها للمواصفات
«مياه محطة سرياقوس التابعة للحكومة مشروب جيد للإصابة بالفشل الكلوى».. هكذا وصف صبرى عبدالرازق، أحد أهالى قرية 23 يوليو التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية، مياه الشرب التى تغذيهم بها محطة التنقية فى سرياقوس، التى تسببت فى إصابة أعداد كبيرة من أهالى قرى المركز بأمراض الكُلى، حيث تغذى المحطة قرى «المنشية و23 يوليو، وعزبة الجبل الأصفر، والجبل الأصفر، وعرب العيايدة، والقلج»، بمياه وصفها عبدالرازق ب«غير الصالحة للشرب أو الطهى»، تصل لهم عبر مواسير صدئة متهالكة تحتوى على نسب عالية جداً من الحديد والمنجنيز. «الوطن» دخلت المحطة التى يشكو الأهالى ماءها. يقول أحد العاملين الفنيين، رفض ذكر اسمه، إن «الشركة القابضة للمياه رفضت تسلم المحطة عندما انتهت منذ سنوات، لأن مواصفاتها لم تكن مطابقة للمواصفات المتفق عليها، ولأن مياه الآبار الارتوازية المسحوبة لا تعالج بالكلور بعد رفعها للتخلص من معدنى الحديد والمنجنيز»، ويضيف: «الآبار الارتوازية التى تسحب المحطة المياه منها تقع على عمق 70 متراً تحت الأرض، ولا تجرى صيانة مواسير ومعدات الرفع ولا ضخ المياه للقرى، لدرجة أن بعض هذه المواسير ملأها الصدأ، حتى إن بعض عمال الصيانة منذ أسابيع بعيدة جاءوا لعمل صيانة لهذه المواسير فتناثر الصدأ على جانبى المحبس والمواسير». وصل الصدأ إلى الدولاب الذى يحوى بداخله أنابيب الكلور المستخدمة فى معالجة المياه التى تسحبها المواسير من الآبار، الصدأ الذى طال كل شىء داخل دولاب الكلور، يشى بأنه لم يُستخدم منذ شهور، وهو ما يؤكده العامل بمحطة سرياقوس، حيث يقول: «أسطوانة الكلور هذه فى مكانها منذ شهور دون أن تُستخدم لإضافة الكلور إلى الماء، بل تضخ فى المواسير للبيوت على حالها». أشار العامل إلى مؤشرات دولاب الكلور الثابتة فى محلّها قائلاً: «الشركة القابضة للمياه تحصل رسوم المياه من المواطنين، ولا تفكر فى الصيانة أو تغيير مصدر مياه المحطة، ولا تحاول تنقية المياه، وسبق أن أشار مهندسون وفنيون على مدير المحطة ليضع وحدات تنقية على كل محبس، ويعيد تشغيل أسطوانات الكلور». مصائب قوم عند قوم «فوائد»، ومصيبة المياه التى يشكو منها المواطنون بقرى الخانكة استفادت منها جهتان، الأولى: شركات «الفلاتر»، وحدات التنقية المنزلية، التى يشتريها المواطنون بأكثر من ألف جنيه، ويقوم المواطنون بتغيير «شمعتها»، الجزء المسئول عن تنقية المياه من الأملاح والمعادن الزائدة، أسبوعياً أو كل أسبوعين بما لا يقل عن المائة أو المائتى جنيه، والجهة الثانية هى وحدات التنقية التى ركبها مواطنون فى دكاكينهم، لتنقية المياه وبيعها فى «جراكن» سعة 10 لترات بسعر يتراوح بين جنيهين إلى 3 جنيهات. وحصلت «الوطن» على تقارير طبية تثبت إصابة المواطنين فى قرى المركز بالكامل بالفشل الكلوى، يقول صبرى عبدالرازق، مؤسس الجبهة الشعبية لقرى مركز الخانكة: «نسبة الحديد، والمنجنيز التى يتناولها الناس هى السبب فى إصابتهم بالفشل الكلوى، والدليل أن المرض متفش فقط فى القرى التى تغذيها محطة سرياقوس الحكومية بالمياه، فى حين يبقى المرض بنسبة طبيعية فى بقية القرى، وفى مركز الخانكة نفسه، حيث يعتمد المركز على محطة مياه مستقلة، حالها أفضل كثيراً عن حال المحطة الحكومية فى سرياقوس». فكّ محمد أحمد، قهوجى بأحد مقاهى المنشية، «شمعة الفلتر» المجاور لصنبور المياه بقهوته ليظهر ما علق بها من حديد ذائب تسبب فى تحويل الشمعة من اللون الأبيض الناصع إلى البنى القاتم. يقول محمد: «كلفنى الفلتر أكثر من 1200 جنيه، وأغيّر الشمعة كل أسبوع». فى قرية «عرب العيايدة»، أكد أيمن إبراهيم، إصابة العشرات بالفشل الكلوى، «بعضهم يعمل غسيل كُلى ثلاث مرات أسبوعياً، وبعضهم استأصل إحدى كليتيه، وعدد منهم مات بالمرض». ويضيف أيمن أن أهالى القرى المتضررة طالبوا مجلس المدينة والشركة القابضة بعمل تحليل للمياه، لكشف ما بها من تجاوزات، غير أن نتائج التحاليل الرسمية جاءت عكس ما توقعه الأهالى، يقول أيمن: «تحاليل المياه لم تتطرق لنسب الحديد فى المياه، لكنها ركزت على جانب آخر لا يُظهر أى مشكلة فى العينات».