شهدت معظم مواقف سيارات الأجرة فى القاهرة زحاما شديدا، أمس الأول، نتيجة أزمة الوقود، وأقدم سائقو الميكروباص على رفع أسعار الأجرة فى معظم الخطوط سواء فى القاهرة أو المحافظات خلال اليومين الماضيين، مؤكدين أن الحكومة تتعمد افتعال الأزمات لأسباب سياسية، هدفها الضغط على المواطنين قبل جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، وتوجيههم للتصويت لمرشح بعينه. قال محمد إبراهيم سائق على خط «صفط اللبن - الجيزة»: «لو استمرت الأزمة هنرفع الأجرة، مش حرام أشترى صفيحة السولار ب35 جنيه فى السوق السوداء بدلا من 22 جنيه؟ وحرام لما أفضل 3 ساعات فى طابور البنزين؟ دى كلها مصاريف أنا مش هخسرها». ويقول عبدالفتاح على، سائق على خط «صفط اللبن - الجيزة»: «الأجرة كانت الأول 50 قرش، وتم رفعها إلى جنيه فى أزمة البنزين الأخيرة، ولو استمرت الأزمة هنرفعها ل«جنيه ونصف»، نحن مضطرين لذلك، لو مرفعناش الأجرة هنخسر، ومش هنشتغل». وصف شريف النجار، سائق على خط «ميدان الجيزة - 6أكتوبر» أزمة الوقود بالمفتعلة، متسائلا: «لمصلحة من يبقى فيه أزمة بنزين فى مصر دلوقتى؟ وليه قبل الانتخابات بأيام، والامتحانات شغالة فى الجامعات؟». واتفق معه فى الرأى محمد على سائق ميكروباص على خط «الجيزة - بولاق»، قائلا: « السولار متوفر، والحكومة تفتعل الأزمة عشان تربى الشعب وتعلمه الأدب، وعايزه تشغله بالأحداث، عشان ميفكرش فى الانتخابات ويقول يا ريت أيام مبارك ترجع، والناس تنتخب شخصا يمثل أيام مبارك». يقول سامى حمد على، سائق على خط أكتوبر - الجيزة: «المواطن الفقير بيحارب بقايا النظام السابق وحده، مبارك قال أنا يا الفوضى من بعدى، وهذا جزء من الفوضى اللى قصدها مبارك، وللأسف كله بيقع على دماغ المواطن الفقير». ويشدد أحمد حسن، رئيس موقف 6 أكتوبر فى الجيزة، على أن السائقين لا يستطيعون رفع الأجرة إلا بعد صدور قرار رسمى من المحافظة. فيما اختلف بعض الركاب مع حديث رئيس الموقف، وقال رمضان السحماوى، موظف حكومى: «السائقون يرفعون سعر الأجرة بمجرد حصول أزمة فى البنزين، وعندما تنتهى الأزمة تظل الأجرة مرتفعة، وغياب الشرطة والرقابة بعد الثورة جعلهم يفعلون ما يريدون». كما شهدت المواقف الكبرى ازدحاما شديدا، خاصة موقف عبود الذى شهد تكدسا للركاب بسبب صعوبة حصول السيارات على الوقود، ما أدى إلى توقف بعضها، وهدد بعض السائقين برفع الأجرة إذا استمرت الأزمة. قال شعبان الديب، سائق على خط دمنهور - عبود: «لم نتخذ قرار برفع الأجرة، بس لو استمر الوضع هنتفق كلنا ونرفع الأجرة لأننا بندفع فى البنزين الضعف وبنشتريه من السوق السوداء، عشان العربيات تشتغل ومتتعطلش». وقال محمد العدوى، طالب جامعى: «الموقف ده ملوش كبير، السائقين بيتحكموا فى الناس، وبيرفعوا سعر الأجرة بحجة البنزين، ولما بيرجع البنزين طبيعى ومتوفر الأجرة مبترخصش»، ويكمل «العدوى»: «أنا كنت باركب الأول من عبود لدمنهور ب 8 جنيه، فضلت الأجرة ترفع مع كل أزمة بنزين لحد ما وصلت 13 جنيه، وممكن يرفعوا سعرها مرة أخرى».