سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"تشافيز".. صراع مع السرطان على أبواب "الرئاسة الرابعة" الرئيس الفنزويلي ادعى شفاءه من السرطان في يوليو ليعاد انتخابه رئيسا في أكتوبر الماضي.. والمرض يمنعه من أداء القسم
"ولدت في منزل أرضه من طين، ترشح مياه الأمطار في الشتاء، من كل جنباته، يوجد في مزرعة صغيرة، تسكنها عصافير لا تنقطع عن التغريد، وديوك تطلق صياحها كل صباح، وضفادع تقيم احتفالاتها كل ليلة في الحقول.. فأنا ابن الحقل"، بقبضته المرفوعة وتحيته الثورية، هكذا كان يخاطب شعبه ذي الأغلبية الفقيرة، ينحاز إليه ويرتمي في أحضانه، ويصارحه بالحقيقة. لم يتشبث بكرسي الحكم على الرغم من جلوسه عليه 13عامًا، وعندما انطلقت المظاهرات التي راح ضحيتها 6 من أبناء شعبه أعلن تنحيه عن الحكم، لكن يومان فقط وعاد لاستلام منصبه برغبة شعبه الفنزويلي، صاحب الثورة البوليفارية. هوغو رافاييل تشافيز فرياز، ولد في 28 يوليو 1954 في قرية سابانيتا في ولاية باريناس، الرئيس الواحد بعد الستين لجمهورية فنزويلا، تولى الحكم في 2 فبراير 1999 وعرفت حكومته بالسلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر بمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية سياسيا واقتصاديا مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية. سجله العسكري مع الجيش الفنزويلي متميز إلى حد كبير، حيث تخرج من "أكاديمية فنزويلا العسكرية" في كاراكاس عام 1975، وانخرط في الجيش الفنزويلي مباشرة بعد التخرج، ثم ترفع لرتبة عقيد في الجيش عام 1990، وبعد أن قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992، ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز، وتوجهاتها الليبرالية الحديثة، أودع على أثرها في السجن، لفترة لا تتجاوز العامين، ثم خرج ليؤسس حركة الجمهورية الخامسة اليسارية، أعلنت أنها الناطقة باسم فقراء فنزويلا، وزادت وعوده لفقراء البلاد من شعبيته، واختير رئيسًا في انتخابات 6 ديسمبر 1998 ليصبح أصغر رئيس في تاريخ فنزويلا، وأطلق حملات عدة في فينزويلا بهدف محاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر. وبعد إجراء تعديل دستوري بعد عام من توليه الحكم، أعيد انتخابه ليترأس الدولة مدة ست سنوات إضافية من عام 2000، لتصطدم البلاد بعدها بعامين فقط بأزمة اقتصادية وخرجت المظاهرات في أرجاء فنزويلا للاحتجاج، أسفرت عن مقتل ستة متظاهرين، حينها أعلن تشافيز تنحيه عن الرئاسة، لكنه عاد لاستلام منصبه بعد يومين، وفي 2005 قدم خطابًا حادًا ضد الأممالمتحدة، واصفًا إياها ب"الإمبراطورية الإمبريالية"، كما وصف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ب"الشيطان" في خطاب له عام 2006، وفي العام نفسه أعيد انتخابه ونجح بنسبة 61.35% من أصوات الناخبين، وأخذ حينها ثقة البرلمان وأدى القسم على أن يحول فنزويلا إلى دولة اشتراكية على أسس الماركسية - اللينينية، وبعد أشهر قليلة اختير تشافيز في مايو 2006 كأحد أكثر 100 شخصية مؤثرة في مجلة التايم. بدأ صراعه مع المرض في 9 مايو 2011 حيث ألغى زيارة رسمية للبرازيل، بسبب جراحة عاجلة لركبته، أجريت له في إحدى مستشفيات العاصمة الكوبية هافانا، وتبين في 10 يونيو إصابته بورم سرطاني في ركبته، وظل يصارع المرض حتى أعلن شفاؤه في 9 يوليو عام 2012، ثم أعيد انتخابه لمدة ست سنوات إضافية في 7 أكتوبر من العام نفسه، إلا أنه أعلن بعد شهرين عودة الورم السرطاني إليه، ولا يزال تحت العلاج وسط تساؤلات حول حلفه اليمين لتولي الرئاسة، والتي حدد تاريخ أمس، موعدًا لها، لكن حال دون ذلك مرضه الشديد، لتردد بعض الصحف أنباء عن وفاته في ظل تنبؤات من خبراء استراتيجيين بفوضى مرتقبة تعم فنزويلا بعد وفاته.