حمل محمود هاشم حفيدته ندى «4 سنوات» على كتفيه، وظل يبكى على ابنه «محمد» أمين الشرطة الذى استشهد مساء أمس الأول بعد إطلاق مجهولين النار على كمين شرطة فى نجع حمادى، الجد ظل يتمتم والدموع تتساقط من عينيه «أبوكِ مات يا ندى»، الحسرة والألم كانتا تطلان من عينيه وهو يتذكر آخر لقاء بينه وبين ابنه، وحاول فيه أن يمنعه من النزول فى الليل، لكنه رفض وقال له: «أنا راجل وعلى قدر المسئولية»، يروى ل«الوطن» لحظات خروج نجله من منزله عقب صلاة العشاء، قائلاً: «جاء محمد فى الخامسة مساء عائداً من الوردية فى كمين بقرية الشعاينة على أطراف مدينة نجع حمادى، وكنا نستعد لتناول الطعام معاً، ولكن رن هاتفه، وبعدها قال: أنا هنزل عندى كمين عند مطلع كوبرى الرمل، قلت له: بلاش تنزل يا ولدى الدنيا مش مضمونة والليل ملوش أمان وبعدين أنت نزلت ورديتك فى كمين الشعاينة يبقى إيه اللى ينزلك تانى. فرد علىّ قائلاً: يا والدى ده شغل، وأنا راجل وعلى قدر المسئولية ولا أنت فاكرنى صغير، ماتقلقش سيبها على الله، وادخل نام وارتاح شوية، ولكن قلبى كان حاسس إن فيه حاجة وحشة هتحصل وبعدها فعلاً جاء الخبر». وأضاف: «محمد كان حنين علىّ، ويهتم بى ويسأل علىّ قبل ما يروح الشغل وبعد ما يرجع، وأطالب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بحق ابنى، وسرعة تسليح أفراد وأمناء الشرطة فى الكمائن بأسلحة حديثة، وتوفير سترات واقية للرصاص». واكتفى «محمود» شقيق الشهيد بقوله: «أخويا كان محبوب من الناس كلها، وكان مصلح اجتماعى يزيل الخلافات، ويبعث الود بين العائلات المتخاصمة». وأضاف باكياً: «مين هيربى بنتك ندى، سيبتها لمين يا أخويا دى لسه حتة لحمة طرية».